الثلاثاء، 20 فبراير 2018

رسائلي إليها (١)

إنّها المرةُ الأولى التي أكتبُ فيها إليكِ،
يسألونني عن ٱسمكِ وقد سمّاكِ الوتين فلا أنا أفرجُ عن حروفه -ويا غيرة التلقف- ولا أنا بالتي تكاد تُرسل للقلب إذناً بالإفراج.. أحتسبكِ عند اللّٰه يا حبيبتي..

للمرة الأولىٰ تبوح قريحتي بكِ، وأعلمُ - والعلم لله - أنك سميّتي، أتوسمُ فيك طباعي. أدرِكُ أن حملاً ثقيلاً ما أتفرسه فيكِ لكنّ الله معيّن العبد ما أعان العبد نفسه...

اخترتُ الكتابة عنكِ، لعلك تكونين ملاذِي الأخير يا شقّ القلب، بعد أن تعثرتُ بكدمات الحياة، تلك الكدمات التي أنضجت عقلي حتىٰ اكتفىٰ. ستقرئينها حين يأذن الله، وأمرُ الله آتٍ فلا تستعجليه.

ستسألنني لمَ كل هذا وقد أخبروكِ بأنني أحسن خلْق الخيارات من عدم وجودها، أوجدها أجراماً في حيز التنفيذ.

يا حَبة الفؤاد ما لِي أراكِ تثقلين كاهلي بعد أن تركتُ كلّ شيء من أجلِك.. دعِي الحنين بعيداً، وتعالي أحادثُكِ كما سأفعل كل ليلة..

أسمعُ صوتك بين أروقة المنزل، الزوايا تعشقُ حبس صوتك فيتردد ليهرب.. سنتجاذب أطراف الحديث ولكن بالعربية الفصحى، فهمتِ؟ لن تكون ألسنتنا أراضٍ مُحتلة كالغرباء. هذا ما عاهدتُ نفسي به، فأعينيني ونفسك على حفظ العهد..

لن يكون بيننا أسرار، وكلها ستُرفعُ إلى الله في دمس الليل، حتى يُشرق لنا ظلالاً في الفردوس يا مسك البداية. أسمعتِ بصحبة الجنة يا تفاصيل القلب؟؟

لا تنهكيني بسيل أسئلتك، فالأجوبة بعد السيل كالعفن للقلب، لا هي تستقر ولا أنا بتلك الهمة لأجيب عن كل هذا في بهيم الدجى... ارحمِي أمَةً كُرمىٰ لله يا حفَىٰ الفؤاد...💓

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معاركٌ لم تخضها

 تلكَ المعاركُ التي لمْ تخضها، هي طاحنةٌ في رأسكَ، تنتظرُ منك جُرأة سابغة. ومن قال أنها تنتهي كُرمىٰ للحُسنىٰ التي ألفتها، بل هي كغصّة عالقة...