الأحد، 28 فبراير 2016

ولكَ في الخفاء دعاء



كنت كلما حاولتُ الهروب من ذاتي
لجأت إليك بالدعاء ترعاني

تتناوب الحكايات فالذكريات 
لتزفر في خبايا نفسي أنفاسي

كنت كلما تقاذفتني المحن
تراميتُ بين يديها أسيرة لأحزاني

تعثرت في منتصف طريقي
وطاشت فكرتي أمامي

فما عدتُ أنا 
وحتى لا أمثلني
ومضيت أبحث وأسأل
عن حالي ومرآتي

غدوت أمسي كل يوم ثملة
بحبٍ يعرقلني وينساني

يطول ليلي 
ولا أخشى طوله
وهل يخشى الليل 
من كان بالظلام مستهامِ!

لا شيء بعد الليل غيري
ففيه تزيغ نظراتي
تتقرح جفوني
وتتروع أعماقي 
ويُقتل جوابي...

حاولت جهدي
أن أستريح
أن أستبيح
سكون حياتي

فزفّت لي الأيام
عمراً بالشجون
يحكي كلمات
يبعثر سطوراً
بين طيات 
كتابي

كلمات أنصافها مني
وأنصافها منك
لكنّك إن أصغيت
ستلفي فيها بعض آثامي
تنتحب، تلتهب
وتكوي مهجة عن المباهج
في اغتراب.. !


الاثنين، 22 فبراير 2016

في ذكرى مولدي - أضعتُ قلمي


ها أنا اليوم أكتب 
في ذكرى مولدي الرابع والعشرين
وبقامتي التي أتميز بها عن غيري
والتي تبلغ مائة وسبعة وسبعين سنتيمتراً

أكتب والقلب ينزف وجعاً هذه المرة
لا تسأل لماذا!
فقط اقرأ...
وقل لي: كل عامٍ وأنتِ إلى الله أقرب.. 
فأنا أحتاجها حقاً..

اليوم أكتب
بقلمٍ مستعارٍ
وأوراقٍ مستعارة.. 
ريثما أجدُ أشيائي
التي تاهت
بين قفار الحقيقة وفيافيها.. 
أكتب والقلب ينزف دماً
ليمدّ القلم بمدادٍ مستعارٍ أيضاً...
أكتب بحنينٍ مطلق
وعمر كاد أن يَعتق
من براثن زمانٍ
ينقضّ في كل ساعة
ألف مرة ويُسرق...

متى!
ستذهب أشيائي
وتختفي ملامحي
وتذوب تفاصيلي
ويضيع كل شيء 
في طاحونة الزمن

متى!
ستخبو مشاعري
وتنطفىء شهواتي 
ولا يبقى من ضحكاتي
إلا الصدى...

متى!
سأذهب كما ذهب الجميع
وكأنني لم أكن أصلاً...

أتدرون
أني أشتاق 
إلى ضفائري الصغيرة
إلى حقيبتي المدرسية
وكراريس الرسم
وأقلامي الملونة

أشتاق إلى 
أسناني اللبنية
وصوت حافلة المدرسة
وجيوبي المليئة بالحلوى

لم يخبرني أحدٌ أن النضج شقاء
وأن أكتافي ستحمل أسى الأيام
وأن أمي لن تحيك جدائلي مجدداً
وأن أبي لن يرافقني لأعبر الشارع
بعد اليوم..

لم يخبرني أحدٌ أني
سأصاب بقصر قامة أحلامي
كلما ارتفعت قامتي
وأن الأيام القادمة رمادية الهوى
صعبة المراس

اليوم أكتب
بكلمات تخلّت عني
خذلتني كما فعل الكثيرون
ولفظتني عند أول مفترق

اليوم
أشعر بالقليل من الموت
فالواقع يرهبني
يرعبني
يجتثم على صدري
ويكتم أنفاسي 

فمع كل فقد 
يموت شيء مني
ومع كل خيبة
أمل أفقد جزءا آخر
مع كل فشل
يتلاشى بعضي
ومع كل هزيمة
أفقد ما تبقى
فيأتي الموت متأخراً
ليلملم ما تبقى من شتات
 ويرحل..

ساومتني نفسي هذه المرة
أن أكتب كما لم أكتب من قبل
ريثما أجد أشيائي
ويدي التي نسيتها
في يد صافحتها...
ووجهي العالق في مرآة
تأملت نفسي فيها...

واليوم أقول:
في كل يوم عمرٌ يتجدد 
وفي كل نفَس كربة تتبدد
لا تسمح لأحد
أن يملي كيف تعيش
انت اختر
طريقك، 
طريقتك،
وأسلوبك في الحياة
وعشْ كأنك ستعيش أبداً
واعمل كأنك تموت غداً
فأنت لست إلا بصمة 
كبصمة المجرم في مسرح الجريمة
والحياة أكبر مسرح نمثل فيه تعاليم القدر..

لا تكن طيب القلب، فتخذل
ولا قاسي القلب، فتطعن
بل امزج القليل من هذا مع ذاك، فتسعد!

لا تفرح، ولا تحزن
فكلاهما عارض وآني
وساوي بينهما لئلا تُصدم...

لا تنتظر حبّاً لا تشوبه شائبة
بل دعه يعصف بك ليبعثرك
فالحب لا يعصف إلا بالقلوب القوية
كما تقول صديقتي!

ولا تكره أحداً ولا تحمل حقداً
بل طف العالم بقلب حانٍ ومشفق!
_________________________________________

كلماتٌ نثرتها
في أوراق سطرتها
تحكي كلمات لم أقصدها
فرضت نفسها فتقبلتها...

#كل_عام_وأنا_لست_أنا :)


الجمعة، 12 فبراير 2016

لا تسأل الطائر لماذا يطير!

#بقلمي: جنان خالد

ليكن هدفك أعمق من أن تجلسَ وراء مكتب، أو تقف أمام لوحٍ تشرح، أو ترسم مخططاً يُرفع، أو حتى تُشرِف على كتابٍ يطبع. 
كثيرون هم من يظنون أن الحياة مجرد هدفٍ واحد سهل الوصول ببعض الجهد واغتنام الفرص المناسبة.. يطمحون لمجرد كرسي مدولب دوّار يكبحون به غرورهم الداخلي الذي يأبون الاعتراف به.. لا أقصد إهانة أحدٍ مطلقاً، ولكن لا تقنعني أنك للحظة من اللحظات لم تفكر بهذا الشكل.. 

يدخل المدرسة طفلاً، ويغادرها شاباً، ثم يرتاد الجامعة بعض السنوات ليتبجح بعدها بوظيفة مفصلةٍ حسب ذوقه، وإن كانت لا تمت لاختصاصه الذي أفنى فيه بعض سنون حياته بصلة..

ذهاباً إلى عمله وإياباً منه، يمضي بقية حياته، وقد يتنقل من وظيفة إلى أخرى طلباً للراتب المرموق الذي لم يعد يسد الرمق مهما علا أو ارتفع.. فمتطلباتُ حياته تزداد كل يومٍ لتفترسَ شيئا فشيئاً ذلك الكائن القنوع الذي يقبع داخله وينسى سبب وجوده على وجه هذه المعمورة. 
نسي أن الله قد استخلفه على الأرض، وأمره بعبادته، وأنه قد يكسب رضاه وينال شرف محبته بالقليل.

فحين تفصّل قطعة قماشٍ تستر بها امرأة تتقي بها ربها، فلك أجر الستر.
حين تُصلح مذياعاً صغيراً لرجل مسن قد اعتاد أن يردد اذكار الصباح والمساء على صوته، فلك أجر ما ذكر وردد.
حين تبيع الطعام لرجل يتقوى به على طاعة الله، فلك أجر ما قام وعمل.
حين تشرح درساً تعلم تلميذك قبله أنّا بهذا العلم نرفع اسم الله عالياً، فلك أجر ما رفع.
حين تتبسم في وجه أخيك، فيرد الابتسامة بالابتسامة، فلك صدقة ابتسامتك وأجر ابتسامته.

وجه النية نحو الهدف المنوط وسددها بقوة العازم على الوصول الى الله بمختلف الطرق المتاحة...

كل يوم يردني سؤالٌ أكرهه حقاً.. كنت قد اعتدت الاجابة عليه بكل ثقة ولكنني آثرت الآن السكوت على الاجابة وطويتها في سجلّات الأسرار.. 
"لماذا اخترتُ (الشريعة) اختصاصاً وقد علمتِ أن مجال العمل فيه محدود بحقّ.."!!
ولكن هل يُسأل الطائر لماذا يطير؟ وهل تسأل السمكة لماذا تسبح؟!
عالم يسبح بالماديات الوهمية، يتخبط كل يوم آلاف المرات ليكسر حاجز الافلاس.. ولكنهم نسَوا ان الإفلاس هو إفلاس الاخلاق والدين.

أتدرون شيئاً، يلزمني ثلاثة أعمار كي أكبح شهوة العلم لدي.. ليس فقط حسب اختصاصي الاول - الشريعة - بل أطمح أن أشرب من بحور العلوم قاطبة .. علّي اروي ذلك الظمأ الذي يشوي داخلي كل يوم..
لا أدري إن ولدتُ بشهوة العلم أم أنها شيء ولده الزمن داخلي وركبه.. وإني لأخشى من يومٍ يعتليني فيه كسلٌ أو خمول وأنا التي عهدتني نفسي ملاحةً بشدة أفكاري..
يوماً ما سأكون ما أريد على خلاف ما أريد الآن فكل يوم يبدو لي حلمٌ يلوح في أفق العلم.

يسألونني: لمَ لم تجدي وظيفة بعد وقد بلغتي من "الشهادات" ما يسدّ الرمق!
أتمتم بكل قناعة، أن هدفي ليس سجنَ وظيفة أنصب فيها نفسي... ولكن هدفي قبس فكرة قد تشعل العالم يوماً لثوانٍ معدودة كفيلة أن أحصل بها على رضا رب العالمين..
قد تكون حرفة ولمَ لا؟ فالعمل عبادة والمهن كثيرة نصل بها إلى الله سبحانه بتوجهنا إليه سبحانه بها.

لحظة من فضلكم، تذكرت أمراً، قد أكون يوماً كوالدي "فنية كهربائية"، تلك المهنة التي كستنا لحماً حلالاً لا يخالطه حرام قط..

الأحد، 7 فبراير 2016

قل لها ألا تذهب

ملامحُك قد تبهت 
وصوتك قد يشحُب
الكثير من الضوضاء
القليل مما تبقى في مخيلتك.. 
القليل الذي لا يسدّ الرمق
القليل الذي لا يعين في اجتياز الخسائر

ينبغي الاعتراف بأنك على وشك الاستسلام
فاعقد صُلحاً مع نفسك
ولا تتوارَ خلف أوهامك...

افتح فمك علّ الفراشات تتحرر من جوفك 
وتتدفق مرارات العالم من تحت قدميك.. 
فيخرج من صدرك الفارغ ذلك الشيء
ذلك الشيء الذي يشبه الذنب الذي لم ينضج

في روحك
ثُقبٌ أسود يُثقلك بالانكسار 
ويبتلع كل شيء حولك
... فاحذرْهُ...

قِفْ أمام عواصف النفس
ولا تدعها تبعثر ما تبقى منك...
اعثر على نفسك
وقلْ لها أن لا تذهب
فأنت تحتاجها أكثر مما تتوقع...


معاركٌ لم تخضها

 تلكَ المعاركُ التي لمْ تخضها، هي طاحنةٌ في رأسكَ، تنتظرُ منك جُرأة سابغة. ومن قال أنها تنتهي كُرمىٰ للحُسنىٰ التي ألفتها، بل هي كغصّة عالقة...