ها أنا اليوم أكتب
في ذكرى مولدي الرابع والعشرين
وبقامتي التي أتميز بها عن غيري
والتي تبلغ مائة وسبعة وسبعين سنتيمتراً
أكتب والقلب ينزف وجعاً هذه المرة
لا تسأل لماذا!
فقط اقرأ...
وقل لي: كل عامٍ وأنتِ إلى الله أقرب..
فأنا أحتاجها حقاً..
اليوم أكتب
بقلمٍ مستعارٍ
وأوراقٍ مستعارة..
ريثما أجدُ أشيائي
التي تاهت
بين قفار الحقيقة وفيافيها..
أكتب والقلب ينزف دماً
ليمدّ القلم بمدادٍ مستعارٍ أيضاً...
أكتب بحنينٍ مطلق
وعمر كاد أن يَعتق
من براثن زمانٍ
ينقضّ في كل ساعة
ألف مرة ويُسرق...
متى!
ستذهب أشيائي
وتختفي ملامحي
وتذوب تفاصيلي
ويضيع كل شيء
في طاحونة الزمن
متى!
ستخبو مشاعري
وتنطفىء شهواتي
ولا يبقى من ضحكاتي
إلا الصدى...
متى!
سأذهب كما ذهب الجميع
وكأنني لم أكن أصلاً...
أتدرون
أني أشتاق
إلى ضفائري الصغيرة
إلى حقيبتي المدرسية
وكراريس الرسم
وأقلامي الملونة
أشتاق إلى
أسناني اللبنية
وصوت حافلة المدرسة
وجيوبي المليئة بالحلوى
لم يخبرني أحدٌ أن النضج شقاء
وأن أكتافي ستحمل أسى الأيام
وأن أمي لن تحيك جدائلي مجدداً
وأن أبي لن يرافقني لأعبر الشارع
بعد اليوم..
لم يخبرني أحدٌ أني
سأصاب بقصر قامة أحلامي
كلما ارتفعت قامتي
وأن الأيام القادمة رمادية الهوى
صعبة المراس
اليوم أكتب
بكلمات تخلّت عني
خذلتني كما فعل الكثيرون
ولفظتني عند أول مفترق
اليوم
أشعر بالقليل من الموت
فالواقع يرهبني
يرعبني
يجتثم على صدري
ويكتم أنفاسي
فمع كل فقد
يموت شيء مني
ومع كل خيبة
أمل أفقد جزءا آخر
مع كل فشل
يتلاشى بعضي
ومع كل هزيمة
أفقد ما تبقى
فيأتي الموت متأخراً
ليلملم ما تبقى من شتات
ويرحل..
ساومتني نفسي هذه المرة
أن أكتب كما لم أكتب من قبل
ريثما أجد أشيائي
ويدي التي نسيتها
في يد صافحتها...
ووجهي العالق في مرآة
تأملت نفسي فيها...
واليوم أقول:
في كل يوم عمرٌ يتجدد
وفي كل نفَس كربة تتبدد
لا تسمح لأحد
أن يملي كيف تعيش
انت اختر
طريقك،
طريقتك،
وأسلوبك في الحياة
وعشْ كأنك ستعيش أبداً
واعمل كأنك تموت غداً
فأنت لست إلا بصمة
كبصمة المجرم في مسرح الجريمة
والحياة أكبر مسرح نمثل فيه تعاليم القدر..
لا تكن طيب القلب، فتخذل
ولا قاسي القلب، فتطعن
بل امزج القليل من هذا مع ذاك، فتسعد!
لا تفرح، ولا تحزن
فكلاهما عارض وآني
وساوي بينهما لئلا تُصدم...
لا تنتظر حبّاً لا تشوبه شائبة
بل دعه يعصف بك ليبعثرك
فالحب لا يعصف إلا بالقلوب القوية
كما تقول صديقتي!
ولا تكره أحداً ولا تحمل حقداً
بل طف العالم بقلب حانٍ ومشفق!
_________________________________________
كلماتٌ نثرتها
في أوراق سطرتها
تحكي كلمات لم أقصدها
فرضت نفسها فتقبلتها...
#كل_عام_وأنا_لست_أنا :)

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق