ألم يحِن أوانُ "إسراء ومعراج" جديد بعد؟
لم تكن هذه الحادثة الجليلة إلا تكريماً وتثبيتاً للنبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن حوصر إقتصادياً لمدة ثلاث سنوات، تلك السنوات المصبوغة بصرخات النساء والصبيان جوعاً وألماً، وتلاها عام الحزن الذي فقد فيه النبي عليه الصلاة والسلام سنده الاجتماعي والعاطفي بوفاة عمّه أبي طالب، وزوجته الحنون السيدة خديجة رضي الله عنها.
ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﺷﺮﺍﻑ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺛﻘﻴﻒ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﻒ، ﻋﺴﺎﻫﻢ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻭ ﻳﻨﺼﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﻳﺶ، ﻟﻜﻦ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ، ﻓﻘﺎﺑﻠﻮﻩ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ، ﻭﺟﺎﺑﻬﻮﻩ ﺑﺎﻟﺴﺨﺮﻳﺔ، ﻭﺃﻟﺤﻘﻮﺍ ﺑﻪ ﺍﻷﺫﻯ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪﻱ، ﻓﺸُﺞَّ ﺭﺃﺳﻪ الشريف ﻭﺃُﺩْﻣِﻴَﺖ ﻗﺪﻣﺎﻩ الشريفتان.
ﻭﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻤﺎ ﺭﺣﺒﺖ، ففتحت ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺫﺭﺍﻋﻴﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ ﺑﻜﻞ ﻓﺮﺡ ﻭﺗﺮﺣﺎﺏ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ ﺍﻟﺘﻲ ﺛﺒﺘﺖ ﻗﻠﺒﻪ، ﻭﻭﺍﺳﺖ ﺣﺰﻧﻪ، ﻭﻛﻔﻜﻔﺖ ﺩﻣﻌﻪ، ﻭﺣﻠّﻘﺖ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻋﻮﺍﻟﻢ ﺍﻟﻄﻬﺮ ﻭﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ، ﻻﻓﺤﺔ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﻨﻔﺤﺎﺕ ﺭﺑﺎﻧﻴﺔ ﻋﻄﺮﺓ، ﻭﻧﺴﻤﺎﺕ ﻋﻠﻮﻳﺔ ﻣﻘﺪﺳﺔ!
وما أشبه اليوم بالأمس، فأطفال العرب في بعض الدول جائعة، وليس لهم من سند ولا حضن ولا كنف. شبابنا دماؤهم رخيصة، نساؤنا أصواتهم ثكلى، ورجالنا أماتهم هم الأمة.. يئست محاولاتنا من المحاولة، وضاعت فرصنا في التغيير، وألسنتنا تلهج بالدعاء على من ظلمنا وعادانا..
ألم يأن بعد لـ "إسراء ومعراج" جديد نكرّم به ونرفع؟
أم أن كل ما فينا، منا وعلينا؟ فلا نستحق بعده أمل انبلاج فجر جديد، نكون بعده أمة واحدة موحدة تحت راية واحد لا ثاني لها؟
متى سنسري بأرواحنا ونعرج بقلوبنا إلى الله سبحانه، بحسن نوايانا وأعمالنا التي أخلصناها له وحده؟؟ قولوا متى؟؟!
#ذكرى_الإسراء_والمعراج ❤

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق