الخميس، 18 مايو 2017

ويكأنّه

لا تمتُّ لنا الحقيقةُ بصلَةٍ، وتعجزنا قوانين القدر، نحنُ السّراب والوَهم، وهو وحده سبحانهُ حقيقة الوجود..

تُراني أتساءلُ في اليَومِ ألفاً ومرة عن حقيقةٍ لا أحيطها وإن علمتها، ويجزعني قليل المعرفة، وقلة حيلةٍ بُثّت بين أضلعي تمجيداً لقدرته..

ويكأنّه للصباحِ سكراتٌ تبعثرني، تعْبرنِي، تخترقُ حناياي، تغريني فأكتب بعثرةً لستُ بمدركة منبعها..

وفي خِضم قلمٍ وحرفٍ، أرثي يوماً فات يعرفني، وأستقبلُ يوماً جاء يجْهلُني، وبين هذا وذاك صريعةُ حياةٍ تلفظُ أنفاس الحقيقة حكمةً وعزّة..

الأربعاء، 17 مايو 2017

الخاطرة لا أب لها :')

فكرةُ الخاطرةِ هي فعلُ اصطيادٍ لفكرة تحوم فوق رأسك منذ عهود الصباح، تختارُ رأسك ملجأ لها.. وفي حقيقة الأمر، لم تجرِ أبحاث بعد عن إذا ما كنتَ أنتَ فريستها، أم هي فريسَتُك..

تتجسدُ أحياناً على شكلِ كلمات تباغتكَ ذات خديعة، لا تدري إن كنت تكتبها أم تكمل العمل الذي بين يديك، أم تؤجلها لحين تستطيع ذلك فتتفلت منك.. فأكثر الخواطر وأشدّها فتنة تلك التي تسكُنكَ في أوقات حَرجة، كما لو أنك مثلاً في خضم معركة غسلِ الصحون، أو وأنت ممددٌ على كرسي طبيب الأسنان مشرعاً فمكَ، أو حتى وأنت تقضي حاجتك.. لا عجب.. كله جائز فالخاطرة لا أب لها..

وفي أحيان أخرى، تتشكل على هيئة عناقٍ، فتعانق أول شخص تراه، وتأتي الطّامة حين تريد أن تشرح سببه.. حسناً، نوبة فرحة اعترتني وما المشكلة إن كنت ضحيتها! 

وكما أقول ليسَ كلّ ما أكتبُه أشْعُرُ به، وليسَ كلّ ما أشعُرُُ به أكتبه.. فالخاطرةُ تأتي لتَسُدّ ثغرةً ما لا أعرِفها.. فتتشكلُ على شكلِ عبارةٍ نسِيجها الحُروف وصِبغَتُها رِقّة الإحساس..
#بعثرات_صباحية (٢)⁦❤️

الجمعة، 12 مايو 2017

بعثرات صباحية (١)

في ساعات الصباح الأولى، باتت عادتي أن أؤنس أمي بفنجانِ قهوةٍ إلى جانبها، وثلاث تمراتٍ.. أحياناً تكون التمرة كبيرة فأكتفي بها، وأحياناً صغيرة فلا أعتبرها ضمن العدّ..

وبعد ثلاثة فناجين تُحتسى على مهلٍ -كما يقول درويش- أو تُبلع بلعاً حسب المزاج الساري في جمجمتي، أبعث رسالة "صباح الخير" إلى شقّ الروح، فيردّ بمثلها أو بأحسن منها.. 

أحمل بعدها نفسي حملاً إلى كرسي بات يكرهني.. أجذب حاسوبي النقال إليَّ، وبضع أوراق بثثتُ بين أسطرها الفارغة شيئاً "عنه". وكمحاولة فاشلة، أرشقُ أقلامي الفارغة من مسافة ثلاثة أمتار إلى سلة المهملات، يسقط بعضها في المرمى المنشود، وأُخَر تهرب عبثاً، إلا أني أعلم أنها لا ريب عائدة إلى كوبها، فأمي تردّ الشاردَ منها إلى قطيع طاولتي..
أمّا طاولتي فقصة أخرى، ربما أكتب عنها في وقت لاحق..

والآن أقول: صباح الخير لأصحاب الهمم ولستُ منهم اليوم، فأيامي علقت بي، كبقعة "مبيض" على قطعة قماشٍ لا تبرأ منها أبداً..

#بعثرات_صباحية⁦❤️⁩🌄

معاركٌ لم تخضها

 تلكَ المعاركُ التي لمْ تخضها، هي طاحنةٌ في رأسكَ، تنتظرُ منك جُرأة سابغة. ومن قال أنها تنتهي كُرمىٰ للحُسنىٰ التي ألفتها، بل هي كغصّة عالقة...