فكرةُ الخاطرةِ هي فعلُ اصطيادٍ لفكرة تحوم فوق رأسك منذ عهود الصباح، تختارُ رأسك ملجأ لها.. وفي حقيقة الأمر، لم تجرِ أبحاث بعد عن إذا ما كنتَ أنتَ فريستها، أم هي فريسَتُك..
تتجسدُ أحياناً على شكلِ كلمات تباغتكَ ذات خديعة، لا تدري إن كنت تكتبها أم تكمل العمل الذي بين يديك، أم تؤجلها لحين تستطيع ذلك فتتفلت منك.. فأكثر الخواطر وأشدّها فتنة تلك التي تسكُنكَ في أوقات حَرجة، كما لو أنك مثلاً في خضم معركة غسلِ الصحون، أو وأنت ممددٌ على كرسي طبيب الأسنان مشرعاً فمكَ، أو حتى وأنت تقضي حاجتك.. لا عجب.. كله جائز فالخاطرة لا أب لها..
وفي أحيان أخرى، تتشكل على هيئة عناقٍ، فتعانق أول شخص تراه، وتأتي الطّامة حين تريد أن تشرح سببه.. حسناً، نوبة فرحة اعترتني وما المشكلة إن كنت ضحيتها!
وكما أقول ليسَ كلّ ما أكتبُه أشْعُرُ به، وليسَ كلّ ما أشعُرُُ به أكتبه.. فالخاطرةُ تأتي لتَسُدّ ثغرةً ما لا أعرِفها.. فتتشكلُ على شكلِ عبارةٍ نسِيجها الحُروف وصِبغَتُها رِقّة الإحساس..
#بعثرات_صباحية (٢)❤️
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق