الأربعاء، 16 أغسطس 2017

مُدونتي

أراني أنظرُها وليدةً، أكْبُرُها وتَكبُرني، والحياةُ مهجةٌ بين جنبيها، عمْرها من عُمري، وعُمري من عُمرها، تفانينا حتّى أمسى البنان يحتارُ إلى من يُشير إن ذكر اسمينا..
أراني أسقيها حباً مداداً، وأروي عَطش القلبِ بِفكرتها.. وتتسعُ مداركِي كلّما زادتها البعثرةُ سطراً.. وأُنسي النّفس ما جناهُ بذخُ فضائي..
أراني أحببتُها كنَفسي، وَجُودُ الكلامِ في حرَمِها عظيمُ، وقليلُ صمتٍ يُعجبُها، وإن نادتني كنتُ لها مجيبُ..
أراني ألحظُ أطواري فيها، والعُمر بين كفيّها يُنسي أرقامي، أذكرُ كلّ تدوينةٍ أين كتبتها وبأيّ حالٍ كنتُ أرصفُ حُروفها.. فهذه تنبأ عن مزاجي السيء، وتلك رائحة الحنين فواحة منها، وبعضها مترابط بسلسلة مزدوجة، وأُخرٌ أزعجها حبل الترابطِ فتراخت..  وكثيراتٌ هنّ تدوينات الفراغ، لا شيءَ فِيها يُمثلني، وإن أردت قلْ: خاطرةٌ اختارتني لأكتُبها ونصفُ قلمٍ مني لا يردها..
أراني بها أستعِرُ فكراً، أشتعلُ خيالاً، والأرواحُ فيها مكبّلة بمعاني الخلود... جذوري تعود إليها، وبها أنتهي كما ابتديتُ، ربوعي يبابٌ دونها، مرتقيةً بها صعداء، متئدةً حذرة..
كلّ ما أكتبهُ فيها قد لا يعنيك، فهي فُسحتي أنا، وإن شئت قلْ مَراحي حَيثُ رِباط العَقل ارتقى، ربيع العمر استوى، والحبّ فيها مباحُ...
#خواطر_مبعثرة⁦❤️⁩

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

معاركٌ لم تخضها

 تلكَ المعاركُ التي لمْ تخضها، هي طاحنةٌ في رأسكَ، تنتظرُ منك جُرأة سابغة. ومن قال أنها تنتهي كُرمىٰ للحُسنىٰ التي ألفتها، بل هي كغصّة عالقة...