الثلاثاء، 25 يوليو 2023

معاركٌ لم تخضها

 تلكَ المعاركُ التي لمْ تخضها، هي طاحنةٌ في رأسكَ، تنتظرُ منك جُرأة سابغة. ومن قال أنها تنتهي كُرمىٰ للحُسنىٰ التي ألفتها، بل هي كغصّة عالقة بين السّماءِ والأرض.


ولستُ ممن يُشيعُ الاقتتال بغية الإفراج.. بل إني مع كل كلمة حقّ لا بدْ أن تُقال. مع كل موقف في آنِه. مع كل عذلٍ يُخشى من وقعه. مع كل عتابٍ إثر محبة. ومع كل توازن بعد فوضَى.


في كلّ مرةٍ يلبثُ الصّمت أن يعتريكَ تذكر أن تلك المعارك السّجال ستدور في جمجمتك في اليوم ألفَ مرة. تخترق السُّكون لتسكنك، وتسري في الدّم لتنهشَ قلبك، فتذَره قاعاً صفصفاً.


#خواطر_مبعثرة❤️

الاثنين، 25 يونيو 2018

رسائلي إليها (٣)



كتبتُكِ وكنتِ في علم الغيب ذرّة. لم أعلم باحتمالكِ حتّى، وكأنّ الله قذفنَكِ في قلبي من حيث لا أحتسب.

كنتُ أنتظركِ ولا أنتظرك. تيقناً أن الله يرزقُ العبد حسب حاجته. واليوم وقد زُفّ خبركِ لم تعد تلك الأبجدية واسعةُ المعاني بمترامية الأطرافِ لأسلكها طريقاً إليك.

تتعجبين وقد عبّرتُ بها إليكِ، وكيف لا وهي وسيلتي الوحيدة يا شقّ القلب! فليس كل ما يضيق لا يتسع لوجودنا. ستفهمين ما أعني حين ترين قلب أمك.

رُغم زعمي أن الدنيا نحن نصنعُ سعادتها بأيدينا وبكسبنا وبأعمالنا وانعكاساتنا، وأن ما بين أيدينا ليس سبباً مسبباً لها، إلا أنكِ كسرتِ حدود القاعدة، وفككتِ بخبركِ عنان السعادة. والأثر منك يمتدُ كغرسةٍ باسقةٍ في السماء جذورها متجذرة في عمق الفؤاد، وقِمتُها لا أبصر أفقَ حدودها. كل هذا أنتِ من صنعتيها يا حبة الفؤاد.

كل يومٍ أحصي عمركِ حتّىٰ البزوغ كيما أبشر النفسَ بموعدها مع الجنة. نعم، أنت الجنةِ كما أحسبُكِ، وكل ما حولي لا يسندني جبالٌ تنهدّ من حولي. حسبُكِ من الدنيا قلبُ أمكِ، يسعكِ وإن ضاق وعاءً. بكِ تتسعُ آفاقُ الآمالِ، وأتركُ لكل فانٍ حولي همّه الذي حملني بضيق بصيرته. لا أرىٰ سواكِ أمامي وداخلي. أرغبُ بكِ كما يرغبُ الحزن كتف مُحب. وكما الأعتابُ تنتظر عبراتنا كُرمىٰ للمغفرة.

دنيا أنت مرحلتها. كل ما فيها أنتِ. وقبل بزوغكِ في فجرِ يومٍ يا شمس الوعد كتبتكِ أمّكِ سيلاً علىٰ ورق، وويح أمكِ إن لم تنجلِ عتمة الدنيا بكِ، ويا ويح نفسي إن لم تكوني لي في الأرض كل البشر...

الخميس، 15 مارس 2018

رسائلي إليها (٢)

أخفيتُ من الحبّ ما يطفِحُ الكون، وأبعدته عن قلوب العالمين لأمنحكِ إياهُ يا جنّة الدّنيا. فصلابةُ جدبي ذاكَ خلفه أضلاع معوجةٌ لا تستقيم إلا بك.

يُخبرونكِ عني، وأخبركِ عني، ولا يَصدق من القول إلا ما فُعل، فأطنان الكلمات تباع كل يومٍ على شكل جريدة تفوح منها رائحة حبرٍ لاسعة أكرهها، لا تسمن ولا تغني من جوع. ولطالما تمنّعت أمي من لفّ "سندويشات المدرسة" بها. تقول هي سامة، لكني كبرتُ بما يكفي لأدرك أن سُمها بكلماتها لا بحبرها.

ستسألينني متىٰ سأكبرُ مثلك، وتطولُ قامتي وتقصر بها ضفائري، وأتيقن مثلك بديهيات لا يُسلّم لها البشر إلا بعد أكوامٍ من جدالات عقيمة لا تفتق سوىٰ معالج الروح. أقول لك يا ذرة البرزخ أن محض الحياة تكفلت بذلك، فألقي حمل تساؤلاتك على جدار أصم لا يفقه، يصنع ذلكم منك نسخات عني وبل منقحة. الحياة لا بد أن تُعاش لتُفقه، ورُكام الأيام كفيل بكل ذلك. فقط أقبلي على الحياة بقلب سليم. لن تشقيَ أبداً مهما اشتدت رياح الجحود حولك أعدُكِ..

وهنا، يا فلك القلب، مغاص التوكل، ألقي بأحمالك على نفسك، حتى تواثقيني على أنها لن تتخبط. فاحتجري في عريش الإيمان تستشعري المعاني قبل السقوط. وكرمىٰ لغرسة غرستها فيكِ أندت تلابيبك وأثرت تلافيفك. أديري عينك في سرارة داخلك حتى تأتي ساعة لا تحل الألفاظ مكان المعاني.

تتعجبين حين أقول لكِ أني أطرب لكل صوت يعتلجُ في نفسي، فلا أرى سواي عنصراً يفهمني، أفليس في جهاد النفس خوف؟! بل الخوف بعينه. لكن ليس للراعي إلا أن يسلط الرجاء على الخوف، حتى تزمزم براثن الشك، وتبرعم طباع اليقين، أتفهمين يا كبد الطفولة؟

اليوم أكتفي، كما أكتفي كل يوم من حديث يطول قبل نومي، حتى يعجزني عن النوم فأستسلم له. لكنني أعدكِ أن لا أستسلم في حضرتك ولو أعياني سدف السهر... اتفقنا؟

الثلاثاء، 20 فبراير 2018

رسائلي إليها (١)

إنّها المرةُ الأولى التي أكتبُ فيها إليكِ،
يسألونني عن ٱسمكِ وقد سمّاكِ الوتين فلا أنا أفرجُ عن حروفه -ويا غيرة التلقف- ولا أنا بالتي تكاد تُرسل للقلب إذناً بالإفراج.. أحتسبكِ عند اللّٰه يا حبيبتي..

للمرة الأولىٰ تبوح قريحتي بكِ، وأعلمُ - والعلم لله - أنك سميّتي، أتوسمُ فيك طباعي. أدرِكُ أن حملاً ثقيلاً ما أتفرسه فيكِ لكنّ الله معيّن العبد ما أعان العبد نفسه...

اخترتُ الكتابة عنكِ، لعلك تكونين ملاذِي الأخير يا شقّ القلب، بعد أن تعثرتُ بكدمات الحياة، تلك الكدمات التي أنضجت عقلي حتىٰ اكتفىٰ. ستقرئينها حين يأذن الله، وأمرُ الله آتٍ فلا تستعجليه.

ستسألنني لمَ كل هذا وقد أخبروكِ بأنني أحسن خلْق الخيارات من عدم وجودها، أوجدها أجراماً في حيز التنفيذ.

يا حَبة الفؤاد ما لِي أراكِ تثقلين كاهلي بعد أن تركتُ كلّ شيء من أجلِك.. دعِي الحنين بعيداً، وتعالي أحادثُكِ كما سأفعل كل ليلة..

أسمعُ صوتك بين أروقة المنزل، الزوايا تعشقُ حبس صوتك فيتردد ليهرب.. سنتجاذب أطراف الحديث ولكن بالعربية الفصحى، فهمتِ؟ لن تكون ألسنتنا أراضٍ مُحتلة كالغرباء. هذا ما عاهدتُ نفسي به، فأعينيني ونفسك على حفظ العهد..

لن يكون بيننا أسرار، وكلها ستُرفعُ إلى الله في دمس الليل، حتى يُشرق لنا ظلالاً في الفردوس يا مسك البداية. أسمعتِ بصحبة الجنة يا تفاصيل القلب؟؟

لا تنهكيني بسيل أسئلتك، فالأجوبة بعد السيل كالعفن للقلب، لا هي تستقر ولا أنا بتلك الهمة لأجيب عن كل هذا في بهيم الدجى... ارحمِي أمَةً كُرمىٰ لله يا حفَىٰ الفؤاد...💓

الثلاثاء، 28 نوفمبر 2017

خطوات ثابتة

مددتُ يدِي إليهِ رضا ومتابعةً الأقدار، لكنّي وكأنّي خلقتُ كي لا أنسىٰ رُغم أني إنسان. لستُ أتكمّل بذاكرةٍ لا يمسّها شيبُ النسيان، ومن منا لا ينسىٰ تلكَ التفاصيلِ المهيبة التي تراصّت حتىٰ شكّلتنا، إلّا أنّ للوجع ذاكرةٌ تكرهُ منفعة النسيان..

جرأتي في تحدي الأيامَ توازي قوةَ ثقل أتراحها، كيتيمة تجيد نحت وصقل ما تبقى لما تبقى، فأكسر شعاع الشمس لأرى الثغور تتلألأ ضحكِاً.. وفي تاريخي ما نشر وما لم ينشر، وما طوي وما لا يطوى، فطينة الخلق الأزلية أخرجتني عن مألوف الخلائق، وأدارت لي فلكاً عاتياً أسبحُ فيه بتمام عقل الأربعين وإن لم أبلغها..

لا يحزنك في الدّنيا إلا قلب دافئ جازيته بالبُعد والمسافات، وإن من بين هدايا الأحباب هدايا كالجحيم، تبدأ بالاعتراض وتنتهي بألم الحنين، لكنّ العاقل منا من تجرأ حتّى اكتملت أدواته، فخاض غمار الحياة بقلبٍ سيّعٍ يلوذ إليه.

أخبرتُهُ يوماً بكلّ ما أوتيتُ من كلماتٍ أنّي أؤثر ولا أتأثر. يومها ٱستقبحَ قولي معيّراً إيّايَ بالكبرياء والغرور. ظنّ أنّه يستطيع جرح معتقداتِي، يهزمُها بسيفِ الكلماتِ السليطة، يُربِكُ المبادئ الّتي ترسخت في قاعي، ويخلقُ بوقعِ ما نبذت من أحرف على مسامعي أساطيلَ من الأساطير الواهية، لكنّي - كما عهدتُ نفسي- أنا أنا لا أتزحزح، وها أنا اليوم أبقي ما حصلتُ من مجامع الأيام، ثقةً لا كبرياءً أفتخرُ بها كيما أتزعزع عند أول جرفٍ هارٍ أعبرهُ كلما سلكتُ طريقاً إلى للمجدِ بوطء الخطوات المؤيّدة..

الخطوات الثابتة لا يعتريها التردد ولا الخذلان، والمتلفت منا يوشك أن يقع بعد كثرة تلفته، ويكأنها صراط مستقيم وما هي بالصراط، لكنّها أشبهته بوجوه أبعد عن البوح مسيرة أربعين ألف خريفاً، وبينها وبين واقع التعلم علمٌ لَدُنّي يصعب فهم كُنههِ..

الاثنين، 9 أكتوبر 2017

جرأةُ التأقلُم

جرأةُ التأقلُمِ صَادمةٌ سابِغة، تهوي على الأفئِدة سَكناً وحرَارة، تجعلُ من غُربةِ الأوطان أنساً طَويلاً.. وصَرحُ البقاء كما لو هدَّ حيله.. 
تُرانا نجعل الأشخاصَ أوطاناً، والقلوب مآوٍ لظمأ الحنين، والأحباب ما هم بالعين نراهم، بل بجنانٍ أعياه صوتُ المسافات.. 
على الجدرانِ تبقىٰ الصّور، والزّوايا تحبسُ الصّدىٰ، والخطواتُ تسردُ على الليالي قِطعاً من حُسن اللجوء إلى الخَيال كَيما تجردُ النّفس من دفء الجموع...
تراني أسرفتُ ٱحتساء التعقلن، ورفعتُ للسنين يداً من حديد، تشجّ الخوف حين يتراءىٰ، وتُسعفُ العمر بقليلِ أملٍ.. 
تراها غربةٌ حطّت رِحالُها في أضلُعي، وجوابُ كلّ سؤلٍ هو أنتَ لا أنا، فما اخترتُ ما منَحني اللّه إيّاهُ، بل قدرٌ مكتوبٌ كان له صريرٌ مُدوٍ بوقع القلم، وتحتَ مشيئة الرّحمن فيما رحم وقدّر...

#خواطر_مبعثرة⁦❤️⁩

الأربعاء، 16 أغسطس 2017

مُدونتي

أراني أنظرُها وليدةً، أكْبُرُها وتَكبُرني، والحياةُ مهجةٌ بين جنبيها، عمْرها من عُمري، وعُمري من عُمرها، تفانينا حتّى أمسى البنان يحتارُ إلى من يُشير إن ذكر اسمينا..
أراني أسقيها حباً مداداً، وأروي عَطش القلبِ بِفكرتها.. وتتسعُ مداركِي كلّما زادتها البعثرةُ سطراً.. وأُنسي النّفس ما جناهُ بذخُ فضائي..
أراني أحببتُها كنَفسي، وَجُودُ الكلامِ في حرَمِها عظيمُ، وقليلُ صمتٍ يُعجبُها، وإن نادتني كنتُ لها مجيبُ..
أراني ألحظُ أطواري فيها، والعُمر بين كفيّها يُنسي أرقامي، أذكرُ كلّ تدوينةٍ أين كتبتها وبأيّ حالٍ كنتُ أرصفُ حُروفها.. فهذه تنبأ عن مزاجي السيء، وتلك رائحة الحنين فواحة منها، وبعضها مترابط بسلسلة مزدوجة، وأُخرٌ أزعجها حبل الترابطِ فتراخت..  وكثيراتٌ هنّ تدوينات الفراغ، لا شيءَ فِيها يُمثلني، وإن أردت قلْ: خاطرةٌ اختارتني لأكتُبها ونصفُ قلمٍ مني لا يردها..
أراني بها أستعِرُ فكراً، أشتعلُ خيالاً، والأرواحُ فيها مكبّلة بمعاني الخلود... جذوري تعود إليها، وبها أنتهي كما ابتديتُ، ربوعي يبابٌ دونها، مرتقيةً بها صعداء، متئدةً حذرة..
كلّ ما أكتبهُ فيها قد لا يعنيك، فهي فُسحتي أنا، وإن شئت قلْ مَراحي حَيثُ رِباط العَقل ارتقى، ربيع العمر استوى، والحبّ فيها مباحُ...
#خواطر_مبعثرة⁦❤️⁩

خبايا

وَراءَ تِلكُم الإبتسامة فيضٌ عارِمٌ من مَعارِكَ طاحِنة تطلّبت سنواتٍ من التقيّض والرّفع دَاخل النّفس. وَراءَ كلّ دمعةِ فرحٍ دهرٌ من ٱنتظاراتٍ للفرجِ، وحقيبةٌ مُليئة بالإستغفار. خلفَ وقفة العزّ تلكَ التي تَحسبُها كبرياء عشراتِ المحاولات الفاشلة، والكثيرُ من ليالٍ طِوال أعياها سهر الجفون طلَباً للعُلا والمجد.. النظرةُ السارِحة تخفي ذكرياتٍ ألّفت قلوباً على الألم والخذلان، وأضجعت حنيناً لأيامٍ ذُرفتْ بين يدي القدر.. الخُلُق الذي أعجبكَ منه ما كان إلا بعدَ حروبٍ سِجال بين طبعِ خير وطبْعِ شرّ.. حتّىٰ تصنّع وجوه طِباعٍ هي للخير أميل طمعاً للتطبّع بها..
رُبَما تساءلتَ يوماً عن عاصفة الهُدوء التي تجتاحُهُ، وضجيج السّكوت الذي يؤذي المجالسَ حيثُ يجلس، ورُبما تكاثرت خلواته رغم كثرةِ الأحباب، وباتت سكراتُ اللامبالاة حليفته، فقل مُلتمساً حينها: "لقد أجزلَ التهذيب حتّىٰ أمسىٰ اللّسانُ كليلاً"..
كثيرُ ذمّ لا يعنيهِ، فهو الذي تروّى حتّى نضج، وتلوّن بغبار الأذى حتّى اكتملت لوحته...
جنانـ 'ۦ ⁦❤️⁩

معضلة الشّعور

لا أدرِي مَا دَها قَلبي حِين لم يَعتد غيَابهُ، وكانَ مِن قَبلُ ممّن يؤنِسه البُعد خشيةَ التّعلّق، أحسبُني أخطأتُ حسَاباتي، وَرتبتُ للقاءِ موعِداً مع الأحبابِ رَيثما تتقبل الذّاكرةُ فكرة الاغتراب، ففي كلّ علاقةِ ودٍّ نُهدي الفراق جُزافاً، ونختر بعشوائية النصيب.. ويكأن الفراقَ يُهدينا للحياةِ ضحايا ذكرىٰ، فما تلبث أن تَجد لك في كلّ أرضٍ شمّاعة رجوع، تؤرِق النوم وتقضّ المضجع..
يَقولون: مَا يُكتبُ بَينَ فرَاغات الضّجيج لَا بُدّ أنّه يُشعر، أقول، وقَولُ الحقّ أقول: ما كلّ ما أكتُبهُ أشعرُ به، فالكتابةُ فرطٌ في المشاعر، فرطٌ في الإحساس، والإحساس وليدُ قلبٍ مرهَفٍ، يُحيي نبضه ابتسامةُ متسوّلٍ مُحتاج رُبّما، وحين تتأخذ الفكرةُ قالبَ الكتابة، تُخطأ سبَبها كأن لا مُسبب لها. كما أن ما كلّ ما أشعرُ به أكتبه، فكثيرٌ مما يَستحقُّ التخليد عصيٌّ على الكتابة، وفوق الأبجدية..
وفي المُعضلةِ التِي لا حِيلة في فَهمِها، ولا في تقريبها إلى الفهم، ينتقِضّ كلّ شيء، حتّى تلكَ المَسرحِيات التي خِضتها في خِضم الشّعُور..
جنانـ 'ۦ ⁦❤️⁩

حتّىٰ نفسي

اختصَرتُ كلّ شيءٍ، حَتّى نَفسي، رأيتُها بذَختْ وجادتْ بالحياة فٱختصرتُها في كتابٍ على وَشكِ أن يولد.. فالإيجازُ في مقام البيَانِ جمالٌ وبلاغَة، وما يكُون ذلكم إلا بمخاضٍ أشبه بمعهوده...

فلتستَبشِروا شرّاً

مَن ٱسْتَشرتِ الضّغِينةُ في جَوفِه كان الرّانُ قدْ خَتَمَ قَلبه بالسَّدَف فعمّاه وأعمَاه عن فِعلِ الحقّ.. فلتستبشرُوا شرّاً أيّها القَوم... ولتتحسّسوا القلوب قبل فُقدانِها، فإنّ الرّانَ إذا تمَكّنَ، صَعُبَ جَلاؤه، وإن اجْتلى وتأخر الصّقل عنه، لم يَكن لهُ نورٌ يتميّز به عن الخلائق، فَتُعرف عند أهل السّماء قبل الأرض..⁦❤️⁩

أعِدُك

لنْ تَشعرَ بشيءٍ أعِدُك، مَساماتُ وجدانكَ ستتخدّرُ، سَتقوم بروتِينكَ اليَومي على أتمّ وَجه، ستبتسمُ ابتسامتكَ المَعهودة، وتوَزِع السّلام يمنةً ويُسرة، ولن تبخلَ بالكلام حتّىٰ، وستقفُ أمام مرآتِك شامخاً واعداً نَفسكَ بالتناسي والقُوة، تمسحُ على رأسِك مربِّتاً مُتظاهراً باللّاشيء.. وأعِدُكَ مُجدداً: أن وسادتكَ كَفيلةٌ بأن تدمرَ كل محاولاتك، وتَضربُ بها عُرض الحائط..
#أعدك
#خواطر_مبعثرة⁦❤️⁩
#خواطر_لا_تُمثلني
#شيءٌ_يوشك_أن_يُولد

جسورُ عُبور

لَطالمَا بَنيتُ فوقَ السّدودِ جُسُورَ عُبور، تَجزي المُقَصّرَ منْهم باقاتٍ من التّسامح، وأحسَبُ - بعدَ عِلم اللّٰه - أن المُسِيءَ مسيءٌ ولو نَذرتَ الدّهر بُرهاناً.. وخَبرُ عُصفورتِي كان مِصداقَ حقّ: أن المرءَ كبيرٌ بنفسِه عَزيزٌ بعلمِه، لا ينقِص من ذَلكم قِنطار عَذلٍ وارد، فما عَلى الدّنيا إلا السّلام...  والسّلام!

معاركٌ لم تخضها

 تلكَ المعاركُ التي لمْ تخضها، هي طاحنةٌ في رأسكَ، تنتظرُ منك جُرأة سابغة. ومن قال أنها تنتهي كُرمىٰ للحُسنىٰ التي ألفتها، بل هي كغصّة عالقة...