الخميس، 29 سبتمبر 2016

١٤٣٨ هـ هو عامي




ينتابُني شعورٌ أن العامَ المنصرِمَ قد أساءَ الظنّ بي
رحل قبل أن يسمعَ كلماتي الأخيرة
أردتُها أن تكونَ كلمات خالدة في خريطة الحياة
لكنه مضى على عجل ولم ينتظر

أما قبل فقد استجمعتُ أفكاري،
والتمستُ لذاكرتي ألف عذرٍ 
علّي أكون لقربِ سماحة هذا العام أوْصل..

أما بعد فقد تدنس بأدران الغياب 
فلم يعد للقلب أقرب..

تعلمتُ في هذا العام أني امرأة بعزيمة سبعة أرواح
كلما خذلتني الحياة ازددتُ قوةً ونجاحاً.. 

تعلمتُ أنه لا يوجد أشخاص سيئون
بل أن هناك فكرٌ يستوطنُ الأشخاص
فإما أن يكون عادياً 
وإما يكون متميزاً
يختصّ الله بذلك من يشاء من عباده على قدر سعيهم..

تعلمتُ أن الحياة لا تساوي شيئاً في غياب من نحب.. 
فلنحرص على ودهم ووصلهم والتقرب إليهم.. 

تعلمتُ أني قوية بقوة ما أحمل
وأن بضاعتي لا تُباع في بلاد المسلمين 
فقد زهدوها .. 
وما لي أعرض عليهم ما لا يقيمون له وزناً؟ 

تعلمتُ أن جيلاً بانتظاري.. 
وأني قابلة للنسخ بقدر عزمي على غرس بعضاً مني
وأني لن أموت إن صنعتُ من فكري وأفكاري صدقة جارية لمن بعدي.. 

تعلمتُ أن سنين عمري تتآكل بفعل ملح الأيام
وأن أمي لن تبقى لتربت على كتفي 
وأن أبي لن ينتظرني عند منعطف الطريق إلى أبد الحياة.. 

تعلمتُ أن لا أسمع لأحدٍ.. 
لجلبة النساء وأحاديثهم الباهتة
لأفكارهنّ التي لا تتعدّى طبخة الغد وأمسية مع فنجان قهوة
للمراهقات المنهمكات في استقطاب ما يلفتُ الأنظار 
ويضعهنّ على موعدٍ مع مستقبل مجهول.. 
للمجتمع الصارخ بفساد الأفكار
للمتشائمين والمتخاذلين 
ولكلّ إنسانٍ وضع نفسه على رفّ الروتين المتقاعد.. 

تعلمتُ كثيراً عن نفسي 
عن غيري 
وعن الله هذه السنة

وأتمنى لنفسي عاماً جديداً ملؤه النجاح والرضا
محفوفاً برحمات الله وقدره.. 
موسوماً بـ "مجهولون في الأرض مشهورون في السماء".. 

١٤٣٨ هـ .. عامٌ جديد بانتظاري إن شاء المولى أن أحيا.. ❤

- جنان خالد

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016

الكُتّاب مجانين لا تموت

أؤمن أن كلّ الكُتّاب مجانين، فما من كِتابٍ أنتِجَ إلا بعد نوبة جنونٍ مفرطة.. 

الروائي مثلاً يعيشُ في عالم افتراضي خيالي: 
الشخصيات تحوم حوله، الأماكن تسكنه، الأصوات تعبث بأذنيه، والأحداث تستنفذُ طاقته.. أظنه يعلّق بين دفتي روايته.. جزءٌ حيٌّ منه لا يخرجُ منها أبداً.. يعيشُ في عالمين أحدهما لا بدّ أن يطغى على الآخر.. 

والجنون لا يقتصر على الروائي فقط... 
المؤرخ، الأديب، الباحث، وكل الكتب التي تحمل فكرة ما، تأكد أن كاتبها قد ذاب فيها حد الاختفاء.. 

صدقني: يموت الكاتب تدريجياً.. ففي كل مرة يتفانى في حرق نفسه في سبيل بلورة فكرة تذهب منه قطعة وتعلق في صفحة... وهكذا حتى يذهب قطعة قطعة فتُراك إن جمعت كتبه بنيته من جديد يقِفُ أمامك منتصباً يحدثك ويناقشك ويقنعك بأفكاره.. أظنّك إن أحببتَ كتاباته ستصاب مثله ببعض أعراض الجنون..  هؤلاء العمالقة يأخذونك إلى حيث لا تدري.. يأخذونك إلى كمال الهذيان، ويقظة الأحلام..  إلى عالمٍ آخر محالٌ أن تخرج منه دون أن تتلوث بطيب أفكاره.. 

الكتّاب لا يموتون.. الكتّاب هم أحياء في كتبهم يرزقون❤

الاثنين، 19 سبتمبر 2016

شيءٌ يحاول عبوري

شيءٌ غريب يجري خلفي، هلامي المنظر، رمادي اللون..
ها هو يلمسُ الآن أخمصَ قدماي، يحاول عبوري..
رأيته الأمس.. رمقته بخُبث ثمّ ركلته.. فهرب واختفى وعاد من حيث أتى.. لكنه خدعني، نفث سمّه، طرحني للذاكرة، فنبش ما طُمر، وأهلك ما بقي... 

أما اليوم فلم يستجب.. كما قلتُ لكم: يحاول عبوري... أظنه يرى النور هذه المرة.. يريد أن ينتقل إلى ذلك الركن القصي من القلب، الداني من النسيان.. أظنني منحتُ فرصة أخرى.... 

- ج

الفقد مُعلماً

ويبقى "الفقد" الرفِيقَ الوحِيد في جميعِ مرَاحلِ حَياتنا...
لا تقنعني أنّكَ لم تفْقِد شيئاً عند انتقالكَ من مرحلةٍ إلى أخْرى.. 

ألم تفقد طفولتَكَ حين غدوت شاباً.. ؟ وأسنانك اللبنية، ولون شعرك الفاتح، وبعض خصلات الشعر.. 
تلك الكنزة الشتوية أمست ضيقة، كتبك المدرسية وألعابك، وبعض قصاصات الرسائل التي حاولت جاهداً المحافظة عليها لتبقى ذكرى من طفولة، اهترأت ذات يوم وفقدتها.. 

نفقد من نحب في خريف كل مرحلة، ونقاسي ليبقى معنا من بقي.. فنستند على كتف أحدهم ثم يتساقط ليظلّ ذكرى في عَبرة... 

نفقد طيبة القلب الزائدة بعد مدة من التجارب، ونتعلم أن فقدها لعنة ونعمة، ونحاول دائماً أن لا نفقد ما يحيك في القلب من إنسانية.. 

نفقد أهالينا، أولادنا، وأقاربنا، نفقد أصدقائنا، وأحبائنا، نفقد كل شيء في يوم لسنا له بذاكرين.. 

سنفقد أسناننا وشعرنا، ذاكرتنا وصحتنا.. حتى روحنا سنفقدها.. 

وكأنّ الحياة = فَقد، وكأنها تلقنك درساً في كل مرحلة فتقول: لا تتعلق بأحدٍ، لا تتعلق بفانٍ، لا تتعلق بحادث.. فقط تعلّق بالمُحدث، بالخالق البارئ، تعلق به وحده، لأن كلّ من سواه هالك مفتقد، فهو من يخلق لك الرضا في أحلك لحظات فقدك.. يخلق لك السعادة في أقسى مكابدات الحزن... وحده لا يفتقد، ومثله لا يفتقد..معك في كل مراحلك.. لا يتخلى عنك أبداً.. يحفّكَ بالحلم والرفق والرحمة.. فاعتنِ بطاعته ليعتني بك جيداً.. 





الجمعة، 16 سبتمبر 2016

أيلول قد انتصف


#أيلول ها أنت ذا قد انتصفت
لا ينبغي عليك أن تذهب كما في كلّ عامٍ فحسب
عليك أن تفعلَ شيئاً لأجلي
لا تعبرني كنسيم عابرٍ وتمضي مرور الكرام
أريدك أن ترأف بي ولو لمرّة...
فلي أحقية المرور أيضاً
اتفقنا؟

#صباح_الإنجازات_الأيلولية ❤

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016

حروفي في رحابك كثيرة

حروفي في رحابك كثيرة، إلا أني لا أدري من أين أبدأ؟ أأرصِفُ حروفاً مرهقة أعيتها حلقاتُ الماضي، أم أسكب الكلام سكباً في سكة المستقبل؟

يحتارُ قلمي، كنحلة يصعبُ عليها أن تنتقي أيّ زهرة أجمل، فكلها فوّاحة نضرة.. وأحطّ في كل مرةٍ بمحطة تركنُ فيها سباع الأفكار تنهشُ من تلافيف العقلِ بعضاً فأنسى بعدها حروفي.. 

برصانة وثقة، أحمِل يراعاً مثقلاً برصاص الفقد، يُطلِقُ كلماتٍ تتراشقها السطور، تخشى استقبالها فتكسر... 
وأبعد يدي عن ورقةٍ يشدّ بياضها كلما انطلقتُ بعيداً عنها، وكأن أطيافاً تحوم حوله، فتصبغ البياضَ سواداً كنكتة سوداء في جوف كافر.. 

- ج

الخميس، 8 سبتمبر 2016

ها قد



ها 
قد بدأت الانكساراتُ
تأكل من عمري
فيمتدّ الدهر ليهيأني 
للحظة خفية
أخرج حينها 
بعض مكنوناتي
ويا ليت لي 
دمعُ الخليقة لأبكي.. 

ترتجفُ مُقلي، 
فتطفو أمانيّ 
على أهدابي 
الغارقة في بحر أحزاني.. 

وأحدق في قاعي، 
في اللامتناهي
من إنكساراتي
فأعيد تعريف نفسي، 
وأبدو من بعيد بأفراح صغيرة
لا تسدّ كفاف حياتي.. 

أخلعُ اسمي شطر قلبي 
وأبكي في خلوة 
فيها تركن ذنوبي.. 

فتتدفق آلامي 
إلى أعماق نفسي،
وأجري حديثاً 
عن الحب أحكي.. 

نعم! 
يكاد قلبي يفزع، 
فأربت بلطفٍ: لا تجزع 
فعند الله المتسع.. 

تزداد هشاشتي 
كلما أسرفت 
الغياب في نسياني 
لأطعن خاصرة الزمن
حيث الحق مرتهن.. 

- ج

الأحد، 4 سبتمبر 2016

أدرس عشان الأقصى


تذكرني هذه الصورة بدرسي التمهيدي الأول في كل مرة أقوم فيها بإلتزام درس عام أو خصوصي يتكرر كل أسبوع أو حتى شهر... 

أبدأ بدرس محوره "النية"..

الكلمات الأولى تتمحور حول "لماذا أنا معكم اليوم؟" سواء كانوا صغاراً أو كباراً..

هل لتمضية بعض الوقت، ونتسلى سوياً؟ 
أم لأجيب عن بعض التساؤلات الشرعية؟ 
أم لأقصّ قصص الأنبياء والصحابة والتابعين والسلف الصالح؟ 
أم فُرضتُ عليهم فرضاً ولا ملاذ إلا السماع؟ 

أبدأ بكلمات أعصفُ فيها أذهان الحاضرين، فيمحصوا قلوبهم ويسألوا داخلهم لماذا يريدون السماع والمتابعة معي؟ 

أحاول دائماً أن يتلفقوا كل حرفٍ أقوله بنية رصينة محددة واضحة الهدف... كي لا تذهب أوقاتهم سُدى في سبيل تمضية بعض الوقت.. بل أحرصُ على أن تتولّى القلوب شطر الله ودينه والأرض التي استخلفنا فيها... 

لا أنسى تلك الطفلة التي لم تتجاوز الـ ٧ سنوات، والتي لا تُحسن القراءة بعد، ولا تزال تقرأ الكلمة حرفاً حرفاً لتجمع كلمة فتنطقها! 
أجابت بكل عفوية وبراءة بجوابٍ قلّ ما أسمعه من كبار السن: "كي يرضى الله عني"! 

في كل مرة، أخوض تجربة جديدة مع نفسي، وأرى كأن الإسلام معنيٌ بي فقط.. 
أحدثهم عن حركة القلم التي لنا فيها أجر وثواب إن نوينا أن نتعلم لنخدم بما تعلمنا دين الله.. 
أحدثهم عن خطواتنا التي إذا نويناها لله نؤجر لأجلها..
أحدثهم عن الطعام الذي إذا نوينا به التقوي لطاعة الله..
أحدثهم عن أن الحياة لأجل خدمة الدين لها نكهة مميزة...

أراهم منهمكون في الأسئلة، وآلافُ علامات الاستفهام تجول فوق رؤوسهم...

لا أتردد في كلّ مرة أذكّر فيها نفسي قبل من يسمع أن النية هي رأس العمل وأخلصه، لنربي جيلاً ربانياً يَحسبُ للخطوة أثراً، وللكلمة وزناً.. 

الجمعة، 2 سبتمبر 2016

أيلول - September

يدهشني أيلول، تدهشني فوضويته في المجيء
تجتاحني فيه مشاعرٌ غريبة، لست أعرف ماذا يغريني فيه، ما أعرفه فقط أنه شهر استثنائي، خُلقَ بعد صيفٍ وقبل شتاء... 

ببسالة دون تردد أو خوف، يجازف ويراهن وينبأ بألغاز السماء، فتنهضُ السنابلُ الصفراء شموخاً، ويشهقُ الزيتون ثمراً، وتبكي أقاحي ويصطخبُ صوتها نحيباً حد الإختفاء.

تعبق السماء وتتنهد بزخاتٍ ألماسية، وتفيضُ البركة لتعمّ أرضاً وسماءً.. 

أيلول يأتي على عجلٍ... ويذهب على عجل 
فيه نشهد الإنكسار، الإنحصار، والإنتصار.. 

#أيلول #سبتمبر 

- ج

معاركٌ لم تخضها

 تلكَ المعاركُ التي لمْ تخضها، هي طاحنةٌ في رأسكَ، تنتظرُ منك جُرأة سابغة. ومن قال أنها تنتهي كُرمىٰ للحُسنىٰ التي ألفتها، بل هي كغصّة عالقة...