ينتابُني شعورٌ أن العامَ المنصرِمَ قد أساءَ الظنّ بي
رحل قبل أن يسمعَ كلماتي الأخيرة
أردتُها أن تكونَ كلمات خالدة في خريطة الحياة
لكنه مضى على عجل ولم ينتظر
أما قبل فقد استجمعتُ أفكاري،
والتمستُ لذاكرتي ألف عذرٍ
علّي أكون لقربِ سماحة هذا العام أوْصل..
أما بعد فقد تدنس بأدران الغياب
فلم يعد للقلب أقرب..
تعلمتُ في هذا العام أني امرأة بعزيمة سبعة أرواح
كلما خذلتني الحياة ازددتُ قوةً ونجاحاً..
تعلمتُ أنه لا يوجد أشخاص سيئون
بل أن هناك فكرٌ يستوطنُ الأشخاص
فإما أن يكون عادياً
وإما يكون متميزاً
يختصّ الله بذلك من يشاء من عباده على قدر سعيهم..
تعلمتُ أن الحياة لا تساوي شيئاً في غياب من نحب..
فلنحرص على ودهم ووصلهم والتقرب إليهم..
تعلمتُ أني قوية بقوة ما أحمل
وأن بضاعتي لا تُباع في بلاد المسلمين
فقد زهدوها ..
وما لي أعرض عليهم ما لا يقيمون له وزناً؟
تعلمتُ أن جيلاً بانتظاري..
وأني قابلة للنسخ بقدر عزمي على غرس بعضاً مني
وأني لن أموت إن صنعتُ من فكري وأفكاري صدقة جارية لمن بعدي..
تعلمتُ أن سنين عمري تتآكل بفعل ملح الأيام
وأن أمي لن تبقى لتربت على كتفي
وأن أبي لن ينتظرني عند منعطف الطريق إلى أبد الحياة..
تعلمتُ أن لا أسمع لأحدٍ..
لجلبة النساء وأحاديثهم الباهتة
لأفكارهنّ التي لا تتعدّى طبخة الغد وأمسية مع فنجان قهوة
للمراهقات المنهمكات في استقطاب ما يلفتُ الأنظار
ويضعهنّ على موعدٍ مع مستقبل مجهول..
للمجتمع الصارخ بفساد الأفكار
للمتشائمين والمتخاذلين
ولكلّ إنسانٍ وضع نفسه على رفّ الروتين المتقاعد..
تعلمتُ كثيراً عن نفسي
عن غيري
وعن الله هذه السنة
وأتمنى لنفسي عاماً جديداً ملؤه النجاح والرضا
محفوفاً برحمات الله وقدره..
موسوماً بـ "مجهولون في الأرض مشهورون في السماء"..
١٤٣٨ هـ .. عامٌ جديد بانتظاري إن شاء المولى أن أحيا.. ❤
- جنان خالد

ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق