الخميس، 29 ديسمبر 2016

تُراكَ

أرخى الحبّ ظلاله في يبابٍ
عاثت الخيبة فيه خراباً.. 

وأسعدَ الغرامُ تجاويفَ
كانت بالدعاء ترعاكَ

وأرسلت النبضات منها نبضاً
استلّ الحياة من عينيك مداداً..

تراكَ لم تحتسِ شراب العشق لماذا؟ 
وأنا التي أسرفت في احتسائك
حتى أمسى الموت فيك لِزاماً...

خياران لي لا ثالث لهما؛
 وهل لي منهما فراراً؟
أولاهما هُيامٌ متدَلٍّ،
وآخرهما حنين جاوز الحد مداك.. 

أيّ أنْتَ فيهما لا عَجب! ..
وهل يُلامُ من بالحُبّ حَبَاكَ.. ! 

أراكَ قد شوّهْتَ صورة الخلق حولي
وصبوت لما تريد جُزافاً.. 

بقلّة حيلةٍ أغمض عيناي وأتنهد
فأسمعُ صوتك من قريبٍ يتَنادى 

من أنتَ، وكيف أنتَ!
سكنتك الأماكن وغزتك المنايا

من أيّ شيءٍ قد صُنعتَ
حتى أدركتَ طُرقاتِ القلبِ
وعبثت بالخفقاتِ تُراكَ!

- جنان خالد

الخميس، 1 ديسمبر 2016

فإنّكَ بِأعْيُنِنَا

أمّا قبل:
"لأنّك الله لا خوف ولا قلق
ولا غروب ولا ليل ولا شفق
لأنّك الله قلبي كله أمل
لأنك الله روحي ملؤها الألق"

 أما بعد:
أقول بضعفي عن القوي، وبعجزي عن القدير، وبجهلي عن العليم سبحانه...
يا لسرّ الكلمات، ويا لعظمة المعاني!
حروفٌ حُفظت منذ مئات الأعوام بين دفتي كتابٍ أزلي لا يبهتُ بريقُ تجلياته أبداً... 
حروف تنبعث من وراء حُجُبٍ إنْ أُسْتدِلت لصُعق من في الأرض جميعاً، أو لخرّوا سُجّداً ما زفروا...
حروف تحملك للآخرة بثبات إيمانٍ لا يخالطه شكٌ، وبيقين آياتٍ ينبتُ نبضها في غابة الأمان..

"فإنّكَ بِأعْيُنِنَا"
يغادر البصرُ عينيك حتى يستوي على جبل العارفين، فيرتعش الفؤاد في كلّ مواجهة، لكنه يتجلّد ويصبر ليصبو إلى مقامه ... تعلو الأصوات غربة، ويتسرب صوتُ واحد يؤنس وحشته من فضاء السموات، ليحطّ على مطايا القلوب فيشهد رحيل شقائها... 

"فإنّكَ بِأعْيُنِنَا"
أمنٌ لا أفول فيه... وفجرٌ لا يأبه لليل مضى على استحياء.... وبحرٌ لا ينسى ما فعل الموج بشاطئه... 
جفاف الظلماتِ قاسٍ.. والغرق في صخب الإيمان خارج أسوار اللحظة احتضار واستحضار لحياة النور الأبدية... 

"فإنّكَ بِأعْيُنِنَا
تُتلى عليك في كل مرة وكأنها أول مرة.. حقبة تلحقها حقبة، وظلالُ ملكوت الخلود تلوح من بعيد الحق... مشهدٌ يعمر قلبك خشية، وثقبك الأسود لم يعد يطيق صدى العذل أبداً... وتُشيّع الكلمات في رثاء ما تبقى، والإحساس بالخيبة يتلاشى في وطن لا اغتراب فيه ولا جفاء... 
ويا لروعة حروف الجر إذا التصقت بأعين الكلاءة والعناية.. فالكلمات لا تموت حين تلامس عتبات الأرواح... ومطر الحضور يجلو كلّ همٍّ ونصْب... 

"فإنّكَ بِأعْيُنِنَا
كلمات تيمّم شطر روحك نحو بارئها، حين تتشوه لغة تريدها أن تتجلى وتتبعثر لترسم صورة لا تعاش ولا تسطر... 
ما أوسع الكلام حين يُفتقد، وما أضيق ارتباك الفراغ عند شدة الزحام حين يتجلى.. 
مائدة السهّاد تشتعل هدوءاً... والصمت سيد كلّ موقف، وحركة الأقدام الخائفة، والأيادي الواجفة، والعيون الكاشفة تكفي لتظهر كلّ بَيّن وهمسة... 

"فإنّكَ بِأعْيُنِنَا"
تغوص في أعماق النفس حتى تكشف الخبايا والخطايا... ويغادر بك النص في رحلة تستغرق تسبيح السَّفرة البررة.. ومناسك السفر في إيحاء الكلمات تنساب من حبر أزلي... ويجفل الخيال حين لا يعود قادراً لأن يطيق خبايا المقامات والأحوال.. وجسرٌ الوهم يعلوه الغباش وجسمٌ أعيته شيخوخة الصلصال.. 

"فإنّكَ بِأعْيُنِنَا" 
تنحني الدروب على وقعها، ويتوهج الهمس في الحلوق الظامئة، وتخوض الدموع في هلع الحقيقة، وتتوغّل الحناجر حين يشتد الوجد عند صرير الأفواه... نتسربلُ بحبٍّ منسوجٍ من وعد بالعناية بعد صبر مضنٍ.. ويبدأ الزحف ليخرجك من فجاج الكون.. وبين ظمأ الأرواح وتمرد النفوس، تبدو السبل كلها بكماء خرساء بلا أملٍ يُحتفى به... وكيف للمعنى أن يغيبَ عن الشهود في صلاة ثقة وميثاق العهود؟ وكيف تتلاشى الأسباب مثل أشباح تأكلها الأكفان...؟

"فإنّكَ بِأعْيُنِنَا
إتقاد ذاكرة، واستخلاص نطفة من ظلال الحقيقة.. ووحشة الأقدام السائرة تتساقط من دخان الخطايا... صمتٌ يعلو الحلوق ولهيب الجوى يكوي الذنوب... وتذهب القلوب ولا تعود.. إلى سراب دنيا لا تطوق... 

"فإنّكَ بِأعْيُنِنَا
نهاية سفر يلتقي فيه جوع الأرواح بوجع الصبابة... وكلما ازدادت الوجوه شحوباً، تلقفتها السبحات، وألقمتها النظرات... والغيمة تحصي، ورماد الأرواح تفوح منه رائحة حريق الحضور... 

"فإنّكَ بِأعْيُنِنَا"
تطرّز ثقبك... وتقبض على نزفك، وتخط اسمك في سجلات السماء، وتوقِف بكاء قدميك التي تساق بالصبر مرغمة.. 
دع تنهيدات الخلاص تلامس قلوب السامعين، وألحق بمراكب يغيب فيها الشقاء، وأهرب بعيداً من رمال الجذع.. ولا تنس أن تخلع نعليك قبل أن ينتصف العمر بالجفا... وتظل أسير مدّ وجزر يقيمان مأتماً لميت فيك..

قال تعالى: "واصبرْ لحُكمِ ربّكَ فإنّك بأعينِنا وسبّحْ بحمدِ ربّكَ حينَ تقوم"
(سورة الطور: الآية 48)


السبت، 26 نوفمبر 2016

بعثرة نابضة

إنّ الصدرَ لينشقّ عن بضعِ كلماتٍ تَغمِزُ الفؤاد غمزاً، فمع كل نبضة وتقليبة تزدادُ ألحاظ اللقاء حرارةً، فيتلوى الجَسدُ من حمى أصابته..
وبين غيابات النوم وحقيقة اليقظة، شعرةٌ ساهيةٌ عن ميزان المكان والزّمان، والمعجزة لن تبطلُ ما حدث.. والجمحات الكاويّة تهجسُ ذاتَ حنين وشوق، وعيناك تحاول أن ترى فتزيغ...

الجمعة، 25 نوفمبر 2016

تفاصِيلُ الشّتاءِ

تُغرينا تفاصِيلُ الشّتاءِ، وتُحركُ فينا عاطفةً ليس للفصول الأخرى عهدٌ بها..
كوب شايٍ دافئ، ومدفأة حنونة، وثيابٍ شتوية سميكة..
وأحاديثٌ أسرية لا تنضب، وكتبٌ مبعثرةٌ هنا وهناكَ ترمقُكَ بين الفينة والأخرى..

فتنةُ الحياة حُسنُها

لقدْ سبق الكتابُ وجفّ الحبرُ الأزَلِي، وكلّ منا يمثل فصلاً خطّتهُ له الأقدار..
جِئنا غيرَ مُخَيرين، وسنرحلُ أيضاً غير مُخَيرين، لكنّ الطاعةَ منكَ والمعصيةَ منكَ، والرضا منه، والغضب منه، وإرادته تتحدثُ عن عظمة ما هو فيه..
الحياةُ ليلٌ طويلٌ، لا ينقشعُ ظلامُها إلا صباح موتِكَ.. ومذاهب القدَرِ كثيرةٌ، يصيبكَ بعضها، ولا تدرككَ أخرى..
فتنةُ الحياة حُسنُها.. رسالةٌ إلهية نُشرَ منها ما نُشر، وطوِي ما طوي.. ومرآتُكَ مرصدٌ كوني، تبحثُ عنكَ وأنت تخطِؤها... وشمسُ الحقّ تسطعُ فيك، في دربِ حسن ظنّ مؤنسٍ تفوزُ دموعكَ فيه..

السبت، 19 نوفمبر 2016

تيه محتومٌ

جفّت محابري، وسالَ كلامها... 
وحرمت من النوم أوراقي... 
أطيافك ما عادت تغادرني 
وحروفي قاصرة
وأنا في تيه وطنٍ لا غربة فيه..

رغبة جامحة تكوي مهجتي 
وسرّ مكتوم يبوحه لَحظي
وبضعةُ كلمات تكفي لفضحي

سؤلي ما عادَ يُسعفني 
ونصفُ جوابٍ لم يَعد يَكفي 

أتيهٌ محتومٌ بين نبراتِ صوتٍ 
أم شرودٌ في طرفِ لوعتي..

ومن عجبني أني أسأل عنهمُ 
وهم شهودٌ لما أنا فيهِ ❤

الاثنين، 3 أكتوبر 2016

كعادتي

كعادتي
استيقظتُ باكراً
وأعددتُ لنفسي نصف فنجان قهوة
صافحتُ أوراقي، وعانقتُ أقلامي،
ثمّ بحثتُ عن فراغات طويلة 
أدسّ فيها بعضاً من كلماتٍ تخصّك..

كعادة عباراتي
تتوه في خضم معركة 
حياة أو موت
بين لجة الحنين وأمل غير متوقع
وأسندُ رأسي على كتف حلمٍ 
يلوح في الأفق ويخفُت..

كعادة مرآتي
تقفُ مائلةً
أنظرُ فيها 
أعدّل مظهري الغائب 
في غياهب التفكير
وفي كلّ مرة 
أحاول رشقها بقلمٍ قديمٍ
علّ صورتها تعتدل أو تتهشم 
فأنطفئ.. 

ولكن عبثاً كلّ ما أفعل.. 

الخميس، 29 سبتمبر 2016

١٤٣٨ هـ هو عامي




ينتابُني شعورٌ أن العامَ المنصرِمَ قد أساءَ الظنّ بي
رحل قبل أن يسمعَ كلماتي الأخيرة
أردتُها أن تكونَ كلمات خالدة في خريطة الحياة
لكنه مضى على عجل ولم ينتظر

أما قبل فقد استجمعتُ أفكاري،
والتمستُ لذاكرتي ألف عذرٍ 
علّي أكون لقربِ سماحة هذا العام أوْصل..

أما بعد فقد تدنس بأدران الغياب 
فلم يعد للقلب أقرب..

تعلمتُ في هذا العام أني امرأة بعزيمة سبعة أرواح
كلما خذلتني الحياة ازددتُ قوةً ونجاحاً.. 

تعلمتُ أنه لا يوجد أشخاص سيئون
بل أن هناك فكرٌ يستوطنُ الأشخاص
فإما أن يكون عادياً 
وإما يكون متميزاً
يختصّ الله بذلك من يشاء من عباده على قدر سعيهم..

تعلمتُ أن الحياة لا تساوي شيئاً في غياب من نحب.. 
فلنحرص على ودهم ووصلهم والتقرب إليهم.. 

تعلمتُ أني قوية بقوة ما أحمل
وأن بضاعتي لا تُباع في بلاد المسلمين 
فقد زهدوها .. 
وما لي أعرض عليهم ما لا يقيمون له وزناً؟ 

تعلمتُ أن جيلاً بانتظاري.. 
وأني قابلة للنسخ بقدر عزمي على غرس بعضاً مني
وأني لن أموت إن صنعتُ من فكري وأفكاري صدقة جارية لمن بعدي.. 

تعلمتُ أن سنين عمري تتآكل بفعل ملح الأيام
وأن أمي لن تبقى لتربت على كتفي 
وأن أبي لن ينتظرني عند منعطف الطريق إلى أبد الحياة.. 

تعلمتُ أن لا أسمع لأحدٍ.. 
لجلبة النساء وأحاديثهم الباهتة
لأفكارهنّ التي لا تتعدّى طبخة الغد وأمسية مع فنجان قهوة
للمراهقات المنهمكات في استقطاب ما يلفتُ الأنظار 
ويضعهنّ على موعدٍ مع مستقبل مجهول.. 
للمجتمع الصارخ بفساد الأفكار
للمتشائمين والمتخاذلين 
ولكلّ إنسانٍ وضع نفسه على رفّ الروتين المتقاعد.. 

تعلمتُ كثيراً عن نفسي 
عن غيري 
وعن الله هذه السنة

وأتمنى لنفسي عاماً جديداً ملؤه النجاح والرضا
محفوفاً برحمات الله وقدره.. 
موسوماً بـ "مجهولون في الأرض مشهورون في السماء".. 

١٤٣٨ هـ .. عامٌ جديد بانتظاري إن شاء المولى أن أحيا.. ❤

- جنان خالد

الثلاثاء، 20 سبتمبر 2016

الكُتّاب مجانين لا تموت

أؤمن أن كلّ الكُتّاب مجانين، فما من كِتابٍ أنتِجَ إلا بعد نوبة جنونٍ مفرطة.. 

الروائي مثلاً يعيشُ في عالم افتراضي خيالي: 
الشخصيات تحوم حوله، الأماكن تسكنه، الأصوات تعبث بأذنيه، والأحداث تستنفذُ طاقته.. أظنه يعلّق بين دفتي روايته.. جزءٌ حيٌّ منه لا يخرجُ منها أبداً.. يعيشُ في عالمين أحدهما لا بدّ أن يطغى على الآخر.. 

والجنون لا يقتصر على الروائي فقط... 
المؤرخ، الأديب، الباحث، وكل الكتب التي تحمل فكرة ما، تأكد أن كاتبها قد ذاب فيها حد الاختفاء.. 

صدقني: يموت الكاتب تدريجياً.. ففي كل مرة يتفانى في حرق نفسه في سبيل بلورة فكرة تذهب منه قطعة وتعلق في صفحة... وهكذا حتى يذهب قطعة قطعة فتُراك إن جمعت كتبه بنيته من جديد يقِفُ أمامك منتصباً يحدثك ويناقشك ويقنعك بأفكاره.. أظنّك إن أحببتَ كتاباته ستصاب مثله ببعض أعراض الجنون..  هؤلاء العمالقة يأخذونك إلى حيث لا تدري.. يأخذونك إلى كمال الهذيان، ويقظة الأحلام..  إلى عالمٍ آخر محالٌ أن تخرج منه دون أن تتلوث بطيب أفكاره.. 

الكتّاب لا يموتون.. الكتّاب هم أحياء في كتبهم يرزقون❤

الاثنين، 19 سبتمبر 2016

شيءٌ يحاول عبوري

شيءٌ غريب يجري خلفي، هلامي المنظر، رمادي اللون..
ها هو يلمسُ الآن أخمصَ قدماي، يحاول عبوري..
رأيته الأمس.. رمقته بخُبث ثمّ ركلته.. فهرب واختفى وعاد من حيث أتى.. لكنه خدعني، نفث سمّه، طرحني للذاكرة، فنبش ما طُمر، وأهلك ما بقي... 

أما اليوم فلم يستجب.. كما قلتُ لكم: يحاول عبوري... أظنه يرى النور هذه المرة.. يريد أن ينتقل إلى ذلك الركن القصي من القلب، الداني من النسيان.. أظنني منحتُ فرصة أخرى.... 

- ج

الفقد مُعلماً

ويبقى "الفقد" الرفِيقَ الوحِيد في جميعِ مرَاحلِ حَياتنا...
لا تقنعني أنّكَ لم تفْقِد شيئاً عند انتقالكَ من مرحلةٍ إلى أخْرى.. 

ألم تفقد طفولتَكَ حين غدوت شاباً.. ؟ وأسنانك اللبنية، ولون شعرك الفاتح، وبعض خصلات الشعر.. 
تلك الكنزة الشتوية أمست ضيقة، كتبك المدرسية وألعابك، وبعض قصاصات الرسائل التي حاولت جاهداً المحافظة عليها لتبقى ذكرى من طفولة، اهترأت ذات يوم وفقدتها.. 

نفقد من نحب في خريف كل مرحلة، ونقاسي ليبقى معنا من بقي.. فنستند على كتف أحدهم ثم يتساقط ليظلّ ذكرى في عَبرة... 

نفقد طيبة القلب الزائدة بعد مدة من التجارب، ونتعلم أن فقدها لعنة ونعمة، ونحاول دائماً أن لا نفقد ما يحيك في القلب من إنسانية.. 

نفقد أهالينا، أولادنا، وأقاربنا، نفقد أصدقائنا، وأحبائنا، نفقد كل شيء في يوم لسنا له بذاكرين.. 

سنفقد أسناننا وشعرنا، ذاكرتنا وصحتنا.. حتى روحنا سنفقدها.. 

وكأنّ الحياة = فَقد، وكأنها تلقنك درساً في كل مرحلة فتقول: لا تتعلق بأحدٍ، لا تتعلق بفانٍ، لا تتعلق بحادث.. فقط تعلّق بالمُحدث، بالخالق البارئ، تعلق به وحده، لأن كلّ من سواه هالك مفتقد، فهو من يخلق لك الرضا في أحلك لحظات فقدك.. يخلق لك السعادة في أقسى مكابدات الحزن... وحده لا يفتقد، ومثله لا يفتقد..معك في كل مراحلك.. لا يتخلى عنك أبداً.. يحفّكَ بالحلم والرفق والرحمة.. فاعتنِ بطاعته ليعتني بك جيداً.. 





الجمعة، 16 سبتمبر 2016

أيلول قد انتصف


#أيلول ها أنت ذا قد انتصفت
لا ينبغي عليك أن تذهب كما في كلّ عامٍ فحسب
عليك أن تفعلَ شيئاً لأجلي
لا تعبرني كنسيم عابرٍ وتمضي مرور الكرام
أريدك أن ترأف بي ولو لمرّة...
فلي أحقية المرور أيضاً
اتفقنا؟

#صباح_الإنجازات_الأيلولية ❤

الثلاثاء، 13 سبتمبر 2016

حروفي في رحابك كثيرة

حروفي في رحابك كثيرة، إلا أني لا أدري من أين أبدأ؟ أأرصِفُ حروفاً مرهقة أعيتها حلقاتُ الماضي، أم أسكب الكلام سكباً في سكة المستقبل؟

يحتارُ قلمي، كنحلة يصعبُ عليها أن تنتقي أيّ زهرة أجمل، فكلها فوّاحة نضرة.. وأحطّ في كل مرةٍ بمحطة تركنُ فيها سباع الأفكار تنهشُ من تلافيف العقلِ بعضاً فأنسى بعدها حروفي.. 

برصانة وثقة، أحمِل يراعاً مثقلاً برصاص الفقد، يُطلِقُ كلماتٍ تتراشقها السطور، تخشى استقبالها فتكسر... 
وأبعد يدي عن ورقةٍ يشدّ بياضها كلما انطلقتُ بعيداً عنها، وكأن أطيافاً تحوم حوله، فتصبغ البياضَ سواداً كنكتة سوداء في جوف كافر.. 

- ج

الخميس، 8 سبتمبر 2016

ها قد



ها 
قد بدأت الانكساراتُ
تأكل من عمري
فيمتدّ الدهر ليهيأني 
للحظة خفية
أخرج حينها 
بعض مكنوناتي
ويا ليت لي 
دمعُ الخليقة لأبكي.. 

ترتجفُ مُقلي، 
فتطفو أمانيّ 
على أهدابي 
الغارقة في بحر أحزاني.. 

وأحدق في قاعي، 
في اللامتناهي
من إنكساراتي
فأعيد تعريف نفسي، 
وأبدو من بعيد بأفراح صغيرة
لا تسدّ كفاف حياتي.. 

أخلعُ اسمي شطر قلبي 
وأبكي في خلوة 
فيها تركن ذنوبي.. 

فتتدفق آلامي 
إلى أعماق نفسي،
وأجري حديثاً 
عن الحب أحكي.. 

نعم! 
يكاد قلبي يفزع، 
فأربت بلطفٍ: لا تجزع 
فعند الله المتسع.. 

تزداد هشاشتي 
كلما أسرفت 
الغياب في نسياني 
لأطعن خاصرة الزمن
حيث الحق مرتهن.. 

- ج

الأحد، 4 سبتمبر 2016

أدرس عشان الأقصى


تذكرني هذه الصورة بدرسي التمهيدي الأول في كل مرة أقوم فيها بإلتزام درس عام أو خصوصي يتكرر كل أسبوع أو حتى شهر... 

أبدأ بدرس محوره "النية"..

الكلمات الأولى تتمحور حول "لماذا أنا معكم اليوم؟" سواء كانوا صغاراً أو كباراً..

هل لتمضية بعض الوقت، ونتسلى سوياً؟ 
أم لأجيب عن بعض التساؤلات الشرعية؟ 
أم لأقصّ قصص الأنبياء والصحابة والتابعين والسلف الصالح؟ 
أم فُرضتُ عليهم فرضاً ولا ملاذ إلا السماع؟ 

أبدأ بكلمات أعصفُ فيها أذهان الحاضرين، فيمحصوا قلوبهم ويسألوا داخلهم لماذا يريدون السماع والمتابعة معي؟ 

أحاول دائماً أن يتلفقوا كل حرفٍ أقوله بنية رصينة محددة واضحة الهدف... كي لا تذهب أوقاتهم سُدى في سبيل تمضية بعض الوقت.. بل أحرصُ على أن تتولّى القلوب شطر الله ودينه والأرض التي استخلفنا فيها... 

لا أنسى تلك الطفلة التي لم تتجاوز الـ ٧ سنوات، والتي لا تُحسن القراءة بعد، ولا تزال تقرأ الكلمة حرفاً حرفاً لتجمع كلمة فتنطقها! 
أجابت بكل عفوية وبراءة بجوابٍ قلّ ما أسمعه من كبار السن: "كي يرضى الله عني"! 

في كل مرة، أخوض تجربة جديدة مع نفسي، وأرى كأن الإسلام معنيٌ بي فقط.. 
أحدثهم عن حركة القلم التي لنا فيها أجر وثواب إن نوينا أن نتعلم لنخدم بما تعلمنا دين الله.. 
أحدثهم عن خطواتنا التي إذا نويناها لله نؤجر لأجلها..
أحدثهم عن الطعام الذي إذا نوينا به التقوي لطاعة الله..
أحدثهم عن أن الحياة لأجل خدمة الدين لها نكهة مميزة...

أراهم منهمكون في الأسئلة، وآلافُ علامات الاستفهام تجول فوق رؤوسهم...

لا أتردد في كلّ مرة أذكّر فيها نفسي قبل من يسمع أن النية هي رأس العمل وأخلصه، لنربي جيلاً ربانياً يَحسبُ للخطوة أثراً، وللكلمة وزناً.. 

الجمعة، 2 سبتمبر 2016

أيلول - September

يدهشني أيلول، تدهشني فوضويته في المجيء
تجتاحني فيه مشاعرٌ غريبة، لست أعرف ماذا يغريني فيه، ما أعرفه فقط أنه شهر استثنائي، خُلقَ بعد صيفٍ وقبل شتاء... 

ببسالة دون تردد أو خوف، يجازف ويراهن وينبأ بألغاز السماء، فتنهضُ السنابلُ الصفراء شموخاً، ويشهقُ الزيتون ثمراً، وتبكي أقاحي ويصطخبُ صوتها نحيباً حد الإختفاء.

تعبق السماء وتتنهد بزخاتٍ ألماسية، وتفيضُ البركة لتعمّ أرضاً وسماءً.. 

أيلول يأتي على عجلٍ... ويذهب على عجل 
فيه نشهد الإنكسار، الإنحصار، والإنتصار.. 

#أيلول #سبتمبر 

- ج

الاثنين، 29 أغسطس 2016

كن أنت






السمكة لا تعيش إلا في الماء، ومهما علّمناها العيش على اليابسة ستموت اختناقاً.

القطة لا تعيش إلا على اليابسة، ومهما علّمناها السباحة في الماء ستموت غرقاً.

النبتة لا تعيش إلا في التربة - وبظروفٌ خاصة واعتناء خاص- ومهما حاولنا تركها تتأقلم لتلبي حاجاتها بنفسها ستذبل ثم تموت عطشاً.

الملح لا يليق بالقهوة، والسكر لا يناسب اليخنات، والبهارات لا توضع في المثلّجات.

بلسم الشعر لا يساعد على شفاء الجروح، وبلسم الآلام لن يجعل شعرك حريرياً.. 

والمكتب لا يوضع في الحمام، والسرير لا يُستعمل في المطبخ.. 

لكلّ حرزٌ خاص، ومكان مناسب يوضع فيه يتأقلم معه، ويتعايش فيه، ليصبح جزء لا يتجزأ من محيطه..ومهما حاولت التبديل والتغيير، فلن ينفع... 

وكذلك أنت أيها الإنسان، بيئة منزلك التي تعيش فيها هي الأساس خاصة إن كان مبنية على أسس ومبادئ وقواعد وحدود وحمى.. قيم وأخلاق تربيت عليها لن تتخطاها، ولو حاول أحدهم حرفَك عنها فلن تستطيع التنفس أبداً، وبالك لن يستريح أبداً.. 

كن سمكة في بحر القيم الفاضلة، وحوتاً في محيط المبادئ، لا ترضَ إلا أن تكون أسداً يدافع بشراسة عن ما نشأ عليه من تقوى ومخافة وورع، ولا تحاول أن تتلون كحرباء، لأن ضميرك ذاك الذي يقبع هناك في أعماقك لن يستكين أبداً، إما أن يتجمد ويموت لاعتياده واستسهاله فعل الجديد، فتتدمر، وإما أن ينخزك في كل ثانية ولحظة حتى تكره نفسك فتنقلب...

كن أنت، لا تتنازل، لا تتأقلم مع الخبيث، لا تتمايع، ولا تتلوّن.. #كُن_أنت✌

- ج

الخميس، 25 أغسطس 2016

أنت وصحن الطعام!

يحدُثُ أن يلوح في خاطرك ذات خديعة، ذلك الصحن المليء بالطعام الذي لا تُحبه، ترمقه فيرمقك، ويتسربُ منه رائحةٌ لا تشبه طعمته.. تلوح بوجهك عنه فتتخيله، وتعزم على اختيار غيره فتخسره.. ولبرهة يقفُ العالم بين يديك ليذكرك أنك لم تذقه من قبلُ قط، فلمَ كلّ ذلك الهجر.. 

وهكذا بعض البشر، تراك تراه صبحَ مساء، يمرّ من أمامك فلا تكرمه برمي سلامٍ هو في الأصل لله.. 
لا تنفك تعرض وجهك عن وجهه، فيتشوه في لائح خاطرك اسمه.. وبعد أن تقترب منه ذات مناسبةٍ، ترى قُبحَ وجهك الذي أعرض عنه يوماً، وطيبة طينته التي لم تدر لها بالاً أبداً.. 

هكذا نحن! نرسم ما نرسمه في مخيلتنا، ونؤلّف سيناريوهات خاصة بنا بأناس لم نبس ببنت شفة معهم أبداً.. 

#فكر_فيها

الأربعاء، 24 أغسطس 2016

حديقةُ أفكاري





اسألُ نفسي ألفَ سؤالٍ ولا أحصيه.. وأمدّ يدي إلى جعبة خواطري لأنشر طيبها فتحييني.. 

هي مني لي، أنسي بها وسلوتي، تصول وتجول في ساحة الرشد، فلا تتعب ولا تكل من تيهٍ يصيب كل فكر، وترتسمُ في كلّ مرة على هيئة سحابة غيثٍ توشِكُ أن تسقي حرث الفضول، وتركبُ في حافلة اللغة، فتقلّكم إلى أعماقِ الشعور. 

متى سيضيءُ نور مشكاتي؟ ويتقدُ زيت خيباتي؟ وأسقي حقول نفسي القاحلة بتبتلي ومناجاتي؟ 
متى أركنُُ إليها فأسمو وأرتفع، وأسري وأعرج، فأبلغ نهايات سعيي وطموحاتي؟ 

كيف لهم أن يعلّموني أن أخطّ بيدٍ من نسيم العمر، ونسوا أن يذكروا صدى خطواتي التي ترحل بي إلى فضاءات المستقبل، فتعلو بي علوّ مدارج أسلافي. 

أرى سعيي، فأكسر قيودي، وأشدّ حبلي، علّي أرزقُ يقظة في بيت عزلتي، وأقرّ بعجزي، وأطلب مغفرة لا أتوجع بها على ما فاتني من سبق حقيقتي.. 

وبروحي أتوقفُ باستقامة لا يشوبها انحناءة، وأضيء طموحي بعلو همتي.. وأبحث في حديقتها عن ربيعٍ لا يمسه حريقُ ضلالي... 

الاثنين، 22 أغسطس 2016

مخاوفنا الشاردة

تلك الكلاب الشاردة التي كانت تخيفنا ليلاً زال مفعولها.. لم نعد نجفل عند رؤيتها أو نرتعش حين نسمعُ صوتها، وكأننا إما اعتدنا عليها فأنسناها، وإما أصبحت مخاوفنا أكبر منها، فلم تعد تعني لنا شيئاً...

- ج

الثلاثاء، 16 أغسطس 2016

هل يعقل؟



#تدوينة_المساء: هل يعقل؟ 💔

الفكرةُ تحملُ الفكرة، والخاطرة تتبع الخاطرة، ومعنى يُبكي، ومعنى يُبكى عليه! 

سألتْ نفسي يوماً: 
هل يعقل أن تصل تعاستنا ذات يومٍ إلى أن نطربَ لفقد معارفنا.. ؟ نهللُ فرحاً لخلاصهم من ظلام الدنيا وفتنتها؟ 
نكاد نهنئ أنفسنا ثم أهليهم مرددين: عجّل الله لحاقكم بهم!

نمشي إلى النفوس بأحزانها، ونلملم بقاياها.. ونحيا في ذاكرتنا، فننسى ونذكر، ثم ننظر ونعتبر.. فنعيش النهار والليل بطيفٍ وروحٍ ووجهٍ عالقٍ..  

وتمسي أفراحنا القديمة مادة دسمة لأحزاننا، وحوادثنا وأيامنا تُرفعُ وتشيدُ كصورة معلقة في إطار الحقيقة.. وكل ما حولنا يتكذّب ويتأول.. والموت حقيقة لا كذب فيها ولا تأويل...

ولا يبقى إلا الحسرة والذكرى الأليمة..  والحقائق الجميلة تذهب بأهلها إلى نهاياتٍ لا أحلام فيها...  فنتحركُ في تاريخٍ يضيق بنفسه، وبعينٍ عمياء..  ونجوم الليل تتلألأ كأنها تحيي مأتماً.. 

نتلمس خشونة الدنيا بفقد صدرٍ تلين الحياة فيه.. فتدمع العين، ويذبل منديلها بعَبرةٍ ترسم الوجوه معانٍ.. ولا ينطق ذات شفة بكسرة كلمةٍ، ويأتي الغد مرهوباً من فقدك.. 

||جنان خالد||

الأحد، 7 أغسطس 2016

لَهُ

أخفضتُ صَوتي
لأهمِسَ في أذنِ الغَيب
ضجيجَ اسمه!

خواطري حين تتبعثر

أريد رأساً لا يعجّ بضوضاء الحياة، ووجهاً لا يعلق في المرآة كلما نظرتُ فيها، ويداً لا أنساها في يد الآخرين حين أصافحهم... 
أريد روحاً عارية من عبث النفس، وقلباً تلابيبه لا يشوبها ضخّ الأسى.. أريد عمراً يطاوعني فينسلُ ببطء، ورائحة خالدة تعلق على عنق الأمل... 

- خواطري حين تتبعثر
____________ 
بالمناسبة: تغريني الصور التي يكون الوجه فيها غير واضح، أو نصف ناضج، أو حتى مبعثر الملامح ! 



الأربعاء، 3 أغسطس 2016

أرضِي .. سرابُكم



ذلك الشيء الذي يحيكُ داخلك، يقضُّ مضجعك، يقلِقُ راحتك، يؤرِق نومك، قد أضحى عضواً منك مع مرور الزمن..
صداقته الملزمة أنتَ تخشاها، وعداوته المبغضة أنت تحتاجها... لكن أنّى لكَ أن تُنهي ما قد بدأ بلا سبب.. 

سألني أحدهم متعجباً: وهل هناك ما يبدأ بلا سبب؟ 
رمقته، ثم أشحتُ نظري إلى السماء، علّ الكلمات تسقطُ عليّ قِطعاً فأجيب، بعد أن أسرفَ ذلك الشيء في احتسائي وأصبح كياناً راسخاً لا مبرر لوجوده...

شيءٌ يلتقطُ أقوالي وأفعالي.. يستحوذُ أفكاري وخيالي.. لا طاقة لي من دونه، ولا حياة بشرية معه.. يرسلني إلى أرضٍ داخلية، أسرحُ فيها كأنها موطني، أراها كلما أغمضتُ عيني، ولا تغمضْ أنت فلن تراها.. فأقدامك لن تطأها إلا إذا صَفيت بواطنك من الصدأ.. 

إشتريتها عنوة، وحرثتها عنوة، وأزرعها بما يطيب لي من حب وصدق.. أسقيها بالوصال، أحميها بالرضا، وأسهر على الحقيقة لأحرسها من اغتيال العابثين...

لا مكان فيها لشهوة الطين، ولا حصار لهوى النفس..
أكون حافلة فيها بقوة الكشف، وأرى عيوب نفسي في نهاري جيداً، وأرتوي من ليلي كثيراً حتى أمتلأ بالفيض... 

أرض لا خراب فيها ولا انكسار، يقف الدهر فيها ليشهد الأسرار.. 
أرضٌ أنوارها أطياف، تظهر في فلتات اللسان وحركة الجوارح، وأنتم لا طاقة لكم فيها، وأنا الغريبة العابرة بعيداً عنها... فمعكم أرض غربتي، وفيها أرض أنسي.. هي كهفي الذي آوي إليه، فيه تلمّ ذراتي المنتثرة، وتجمع وتنفخُ لتصلح روحي المتآكلة بفعل ملح الفناء الذي يملأ أرضكم.. 

و"ذلك الشيء" هو كائنٌ ينتمي إلى هناك كأنه رسولها، يرافقني كلما حاولتُ العيش معكم.. ويرشدني كلما انحرفت، ويربتُ على كتفي كلما ضعفت، ويشدّ على يدي كلما تعثرت، ويطهرني من غفلتي كلما تهت..  

الأحد، 17 يوليو 2016

لا أدري إن كنت مصابة بكَ!


لا أدري إن كنتُ مصابة بك!
في سحر، قمتُ أتحسس نسيم الليل الناعس يلفح قسمات وجهي، والسّكون ينطِقُ بمكنوناتِ نفسي، يحدِثني وكأني جليسته الوحيدة، أخبرتُه عنك، فأنصتَ وهزّ رأسه، ثم ثمِل..

الظلمةُ المطبقةُ جمالُها فاتنٌ يغرِي عاطفةً فيّ لا عهد لي بمثلها، ولا طاقةَ لي على وصْفها، تتحركُ وتتشيج، ثم تَسكن وتبرُد حتى تلسَعني كقرصة برد محالٌ أن تبرأ.. أنرتها بمصابيح مناجاتي، ودعوتُ لك فيها بترانيم تُسكّن بعضاً من أوجَاعي.. علّي أغمضُ بعدها بفرح..

صفاءُ الليلِ الحالكِ يعزفُ نغمة عذبة كأنها خرجت من صدر حاذق، فاهتز لها وتر القلب ومسَّت حبة الفؤاد.. ويا ليتها لم تكن..

أمسِكُ وجهي كل ليلةٍ عن السقوط، وأطرّز جرحي بإبرة من أمل فوق أرصفة الهوى.. ونواقيسِي تدقّ في هلع السؤال... أما بوصلتي فقد قصمتها ريح الكتمان ..

ماذا أقصُّ عليك..
يفصُلنا سبعونَ وجهاً للحياة، ولم يعُدْ في جُعبتي سوى أقلام على أوراق..
حتى إني أخشى أن أكتُبك.. فحروفي تسقطُ في بحار الخوف، ولغتي تتبعثر خجلاً حين أحاول رَشْف بعضاً من مداده..

لا أدري إن كنتُ مصابة بك!
يقولون إني تغيرتُ، وأعجبُ هل فينا الذي لم يتغيّر..
ولستُ على ما في قلبي نادمة.. ولكنّي أوردت قلبي الموت مبصرة..

- جنان خالد

الثلاثاء، 12 يوليو 2016

يا صديقة

يا صديقة: 

إن وقعَ شيءٌ من أمورِ دنياي فحال بيني وبينك، وغبت عن بصرك، والتفتُ إلى مذاهبي، وامتدّ الزمن، فظُنّي فيّ خيراً، فذاك كله يخز في قلبي كحز السيف. فأنا لا أقول أني نسيتك نسيان جحود، ولا أني ذكرتُكِ ذكرى وفاء، لكنّي قد غفِلتُ عن نفسي ونسيتها ومللتُ منها، ومن سوَّاكِ بنفسِه ما ظلمكِ! 

#جِنانِيّات❤

السبت، 14 مايو 2016

دفتر طموحها




لم يعد هناك شيء يسعفها للعيش سوى الطموح، فقد كبرت كفاية لتدرك حقيقة الأشياء.

تستيقظ كل صباح متناسية ما حصل بالأمس، لتفتح دفتر أعمالها وترى أين وصلت في خريطة طموحها.

قد يكون أمسها مثقوباً لكثرة الطعنات ومثقلاً بالخيبات، لكنّ نعمة النسيان تنتشلها دائماً من الوقوع في صخب الأمس.

لا تريد أن تكون امرأة عادية، بقدر ما تحب أن تبقى على طبيعتها في أسلوب عيشها، امرأة تشع بحب العلم والعمل، تملأ طباق الأرض أفكاراً وإبداعاً، لكنها ببساطة تبقى تلك الطفلة التي لم تتدنس بصبغات التصنع والتكلف وإظهار الذات.

الصباح لا يشرق إلا حين تفتح عينيها، وكأنها تمدّ الشمس من بريق عينيها نوراً لا يخبو أبداً!

الأربعاء، 4 مايو 2016

ألم يحن أوان "إسراء ومعراج" جديد بعد؟






ألم يحِن أوانُ "إسراء ومعراج" جديد بعد؟ 

لم تكن هذه الحادثة الجليلة إلا تكريماً وتثبيتاً للنبي صلى الله عليه وسلم، بعد أن حوصر إقتصادياً لمدة ثلاث سنوات، تلك السنوات المصبوغة بصرخات النساء والصبيان جوعاً وألماً، وتلاها عام الحزن الذي فقد فيه النبي عليه الصلاة والسلام سنده الاجتماعي والعاطفي بوفاة عمّه أبي طالب، وزوجته الحنون السيدة خديجة رضي الله عنها.

ﻭﺍﺳﺘﻤﺮﺕ ﻣﻌﺎﻧﺎﺗﻪ ﻋﻨﺪﻣﺎ ﺫﻫﺐ ﺇﻟﻰ ﺃﺷﺮﺍﻑ ﻗﺒﻴﻠﺔ ﺛﻘﻴﻒ ﺑﺎﻟﻄﺎﺋﻒ، ﻋﺴﺎﻫﻢ ﻳﺪﺧﻠﻮﻥ ﺍﻹﺳﻼﻡ ﺃﻭ ﻳﻨﺼﺮﻭﻩ ﻋﻠﻰ ﻗﺮﻳﺶ، ﻟﻜﻦ ﺷﻴﺌﺎً ﻣﻦ ﺫﻟﻚ ﻟﻢ ﻳﺤﺪﺙ، ﻓﻘﺎﺑﻠﻮﻩ ﺑﺎﻟﺮﻓﺾ، ﻭﺟﺎﺑﻬﻮﻩ ﺑﺎﻟﺴﺨﺮﻳﺔ، ﻭﺃﻟﺤﻘﻮﺍ ﺑﻪ ﺍﻷﺫﻯ ﺍﻟﻤﻌﻨﻮﻱ ﻭﺍﻟﺠﺴﺪﻱ، ﻓﺸُﺞَّ ﺭﺃﺳﻪ الشريف ﻭﺃُﺩْﻣِﻴَﺖ ﻗﺪﻣﺎﻩ الشريفتان.

ﻭﺿﺎﻗﺖ ﻋﻠﻴﻪ ﺍﻟﺪﻧﻴﺎ ﺑﻤﺎ ﺭﺣﺒﺖ، ففتحت ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ ﺫﺭﺍﻋﻴﻬﺎ ﻭﺍﺳﺘﻘﺒﻠﺘﻪ ﺑﻜﻞ ﻓﺮﺡ ﻭﺗﺮﺣﺎﺏ ﻣﻦ ﺧﻼﻝ ﻣﻌﺠﺰﺓ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ ﻭﺍﻟﻤﻌﺮﺍﺝ ﺍﻟﺘﻲ ﺛﺒﺘﺖ ﻗﻠﺒﻪ، ﻭﻭﺍﺳﺖ ﺣﺰﻧﻪ، ﻭﻛﻔﻜﻔﺖ ﺩﻣﻌﻪ، ﻭﺣﻠّﻘﺖ ﺑﻪ ﻓﻲ ﻋﻮﺍﻟﻢ ﺍﻟﻄﻬﺮ ﻭﺍﻟﻘﺪﺍﺳﺔ، ﻻﻓﺤﺔ ﻭﺟﻬﻪ ﺍﻟﻜﺮﻳﻢ ﺑﻨﻔﺤﺎﺕ ﺭﺑﺎﻧﻴﺔ ﻋﻄﺮﺓ، ﻭﻧﺴﻤﺎﺕ ﻋﻠﻮﻳﺔ ﻣﻘﺪﺳﺔ!

وما أشبه اليوم بالأمس، فأطفال العرب في بعض الدول جائعة، وليس لهم من سند ولا حضن ولا كنف. شبابنا دماؤهم رخيصة، نساؤنا أصواتهم ثكلى، ورجالنا أماتهم هم الأمة.. يئست محاولاتنا من المحاولة، وضاعت فرصنا في التغيير، وألسنتنا تلهج بالدعاء على من ظلمنا وعادانا.. 

ألم يأن بعد لـ "إسراء ومعراج" جديد نكرّم به ونرفع؟
أم أن كل ما فينا، منا وعلينا؟ فلا نستحق بعده أمل انبلاج فجر جديد، نكون بعده أمة واحدة موحدة تحت راية واحد لا ثاني لها؟ 

متى سنسري بأرواحنا ونعرج بقلوبنا إلى الله سبحانه، بحسن نوايانا وأعمالنا التي أخلصناها له وحده؟؟ قولوا متى؟؟! 

#ذكرى_الإسراء_والمعراج ❤

الجمعة، 29 أبريل 2016

حلب تحترق


أتظن أن عويل الثكالى، وصراخ اليتامى، وأنين العالقين تحت الركام، والصرخات المفجوعة التي زلزلت أركان السماء ستذهب سُدى..؟!!!!!

اللهم أرنا فيهم عجائب قدرتك!!!!!!

الثلاثاء، 26 أبريل 2016

قرارك بيدك!


لطالما كان القرار صعباً في اتخاذه، عسيراً في انتقائه، شاقّاً في إقامته..
يحتاجُ إلى تفكير مجهد، وأطرافٍ تتدخّل فتدلو بدلوها من الآراء والأفكار المتبعثرة، وحكيمٍ عجنته الأيام وخبزته يفرّق بين القبيح والحسن، يُحسِن بناء القرار الصحيح حسب ما علمته الحياة وخطته بيدها الناعمة على خريطة وجهه، وبعض خصلات شعره..
ناهيك عن عدد الأيام التي قد تحتاجها "كَسْرَةُ" قرار..

ولكن، أتدري ما الأصعب؟
الأصعب يا صديقي، تبعات قرارك، وتقبلك له.
الأصعب هو كيفية تعاملك مع فترة ما بعد القرار الذي بنيته وفق آراء استحسنتها، ومعطياتٍ ارتضيتها.
الأصعب أن تبكي بعد القرار ندماً وإن كان صائباً..
فرغم صوابه، إلا أنه قاس في حكمه، شديد في وطئه..

قد يكون قراراً في مسائل عملية، علمية، عاطفية، أو حتى اجتماعية!
إلا أنه صعبٌ لا لذاته، بل لتبعاته ومتعلقاته...

فلزاماً علينا أن نمضيَ قدُماً، دون الالتفات إلى الوراء ..
فذلك يعيق المسير والوصول إلى نهاية ما نريد !

الاثنين، 18 أبريل 2016

عبثاً كل ما أفعل!

أصدقني القول سيدي:
كم مرة تعثرت بكلماتِي، فتجنبتها، خشية أن تلائمك الصدف، فتبعثر قامتك البهية، وذلك الوجه الحسن؟

عبثاً أكتبكَ! عبثاً أذكرك! عبثاً كل ما أفعل!

فقط سأحتفظ بعبقِ إعجابك في زجاجة، أتنفسه كلما خنقتني الحياة.. 


الأربعاء، 13 أبريل 2016

ريح رمادية

كطفلة تسللت إلى وراء الستار، تخفي تلك الدموع التي انسابت على وجنتيها ككقطع ألماس على ياقة السماء، بعد أن استجدت الذاكرة الخائنة لتسعفها ببعض لحظات سعادة.

خانتها كالعادة، وتركتها لريح القلق الرمادية تتقاذفها يمنة ويسرة، تعجز بعدها أن تشعر بالراحة، وشغاف قلبها توشح بالسواد خوفاً من مستقبل مجهول المصير.. 

هناك وقفت على الشرفة تراقب جنون المارين، الهاربين من غيث السماء الذي أتى هذه المرة دون موعد مسبق، نزل ليغيث البشر ببعض أيدٍ مرفوعة تتمتم بالأذكار، وتخبر الله بالخفايا والأسرار.. 

نسيت أن الفرج ليس له دفتر مواعيد، يحلّ علينا بغتة ليمحي أثر الذنوب والخطايا التي أعيت أيامنا استغفاراً وتوبة.. وأن بعد كل استحكام ضيقة، لا بد من منحة تشحن ما تبقى من أعمارنا..

وكأن في لحظات تعاستنا، تتآمر الذكريات، فتستدعي أسود ما فيها، وكأن همّاً واحداً لا يكفي، وتُنسي الإنسان تلك النعم السابغة، والعطايا الجزيلة، والرحمات الواسعة، وتلك اليد الإلهية التي متى مدت، انقشعت كل المنعطفات والعقبات..

جنان خالد


الأربعاء، 6 أبريل 2016

محاولة ضائعة


كلما حاولت القراءة
قفزت الحروف من أمامي
لتحط على كتب تخصصي
وكأني في هربي منها
تعظم خطيئتي

كلما حاولت أن أفتح سواها
أنّت كأنين طفل لم يشبع
تطاردني، تلاحقني، تسكنني
وكأنها لم تجد مأوى غيري...

هي البحور الزاخرة
والرياض الناضرة
حروفها نجوم زاهرة 
وأصولها ثابتة مقررة
وفروعها ثابتة محررة 
بها تجني ثمار
الدنيا والآخرة

كنزها لا يفنى
وعزها لا يبلى
أشرف العلوم قدرًا
وأعظمها أجراً
وأتمها عائدة
وأعمها فائدة
تملأ العيون نوراً
والقلوب سرورًا..


معاركٌ لم تخضها

 تلكَ المعاركُ التي لمْ تخضها، هي طاحنةٌ في رأسكَ، تنتظرُ منك جُرأة سابغة. ومن قال أنها تنتهي كُرمىٰ للحُسنىٰ التي ألفتها، بل هي كغصّة عالقة...